العظام نسيج حي كأي نسيج في الجسم، يحوي كثيرا من الأوعية الدموية والليمفاوية والعصبية، وخلاياه حية كبقية خلايا الجسم. تدخل مواد عديدة في تركيبة العظام، حيث تتكون وبشكل رئيسي من فوسفات الكالسيوم. والعظام عموما نوعان: صلب «وهو الجزء المضغوط»، وأسفنجي، فقشرة العظم تتكون من العظم الصلب وهو ما يشكل 80% من كتلة العظم الكلية للهيكل العظمي في الإنسان البالغ، وبسبب كثافة القشرة العالية تُعد نسبتها 10% من مساحة الجسم السطحية، في حين أن العظم الاسفنجي يحتل مساحة سطحية كبيرة أكثر بعشر مرات من العظم المكون للقشرة، ويشكل 20% من المساحة السطحية لجسم الإنسان. العظام في حالة حركة مستمرة، تتباين بين ذوبانها وبنائها، وتعتمد عملية بناء العظام على الكالسيوم Calcium، الذي تستخدمه الخلايا البانية للعظام Osteoblasts وتندمج هذه الخلايا البانية للعظم وتتحول إلى خلايا عظمية جديدة Osteocytes، وعندما تنخفض مستويات الكالسيوم في الدم عن الحد الطبيعي له، تقوم الخلايا الآكلة للعظام Osteoclasts بإذابة العظم وإطلاق الكالسيوم من الدم، فإذا زاد معدل ذوبان العظم عن معدل بنائه، يصبح الهيكل العظمي هشّاً وضعيفاً، وهو ما يسمى ب "هشاشة العظام". وتعتبر العظام مستودعا ضخما لما يقارب من 90% من الكالسيوم، فعمل الكالسيوم لا يقتصر على العظام فقط، بل يمتد عمله إلى العضلات والأعصاب وسائر خلايا الجسم، بالإضافة إلى العمليات الحيوية المهمة داخل الدم، فيتم امتصاص الكالسيوم من الأمعاء بمساعدة فيتامين (د) المنشط، كذلك نسبة كبيرة من الكالسيوم تتم إعادة امتصاصها عن طريق الكليتين، وتجدر الإشارة إلى ان كمية احتياج الإنسان للكالسيوم ضمن الغذاء الذي يتناوله تكون حسب الجنس والعمر ويكون الجسم في قمة احتياجة من الولادة إلى سن الخامسة والعشرين وذلك للمساعدة في نمو العظام. ويعتبر الفوسفات أحد مكونات العظام الأساسية ويؤدي عملاً مهما في تنظيم الانزيمات داخل الجسم والحفاظ على نظام الحموضة والقلوية داخل الجسم، بما يقارب 85% من الفوسفات مخزن في العظام، وتتم عملية إعادة امتصاص الفوسفات بواسطة الكليتين، وجدير بالذكر أن اكتمال العظام في الإنسان من 16 - 25 سنة، وقد يستمر إلى سن ال 35 سنة، بعد ذلك يبدأ العد التنازلي في التناقص في فقدان العظام بنسبة 3% - 5% في اليوم الواحد العظام الطويلة تكون متصلة بالعضلات الهيكلية بالأوتار، وترتبط العظام بعضها ببعض بواسطة المفاصل والتي ترتبط بالأربطة، ويوجد نخاع العظم الاحمر في المادة الخلوية للعظم الاسفنجي، مما يسمح للعظم من إنتاج الخلايا الجذعية والتي هي بدورها تقوم بانتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح ولكل منها دورها الخاص في العمليات الحيوية في الجسم. كل هذه العمليات تحدث في جسم الإنسان، فسبحان من خلق ومن صور ومن أبدع. التثقيف الصحي