عد كثير من المؤرخين مركز خاط التابع لمحافظة المجاردة بمنطقة عسير من أهم الأماكن الأثرية على مستوى المنطقة، وذلك لما تتميز به من طبيعة خلابة محاطة بالجبال الشاهقة، مشكّلة على أطرافها بيوتاً أثرية تعود إلى مئات السنين.وحيثما جال المشاهد بنظره في اتجاهات خاط فإنه سيجد منظر القرى الأثرية المنتشرة في كل مكان، ففي أعالي الجبال جمعت جمال الطبيعة، وجمال الفن العمراني المدهش والدقيق على جدرانها الحجرية وأبوابها الخشبية القوية المصنوعة من أشجار السدر والسمر المشتهرة بها المنطقة، وذات أسطح طينية مرتكزة على أعمدة خشبية موزعة على طول وعرض البيت. وتنوعت هذه القرى بين مساجد لأداء الصلوات، إلى جانب صلاة العيدين وضمت كذلك مدارس دينية وعلمية تعلّم بها الكثير من الأجيال وتخرجوا منها لخدمة دينهم ووطنهم. وناشد أهالي خاط هيئة السياحة والآثار بإرسال لجان لرصد هذه القرى وإعادة بنائها ومتابعتها، وقال الأستاذ عزيز العمري إننا ندعو الهيئة لضم هذه القرى التراثية والأثرية إلى برنامج القرى التراثية في الهيئة، مطالباً بإنشاء قرية تراثية بخاط تضم أدوات تراثية وشعبية لتعريف الأجيال بتراثهم المجيد وأصالته العريقة وجذب كثيرا من أبناء هذا الوطن، وتعريفهم بتراث وطنهم الزاخر بكثير من الحضارات المتنوعة، وكذلك جذب السياح من خارج الوطن واستغلال مثل هذه الثروات الوطنية سياحياً والحفاظ عليها. جانب من المواقع الأثرية في مركز خاط «عدسة - أحمد العمري» وبين العمري أن مدينة خاط تشتهر بتنوع موروثها الشعبي بين أدوات شعبية مختلفة ومصنوعات تراثية كثيرة تختلف باختلاف أصنافها وطريقة استعمالها، وتشتهر كذلك بتربة زراعية خصبة ساعدت أهلها على الزراعة والاعتماد على منتجاتها الزراعية لتوفير لقمة العيش لهم. من جهته دعا أحمد حسين العمري أهالي خاط إلى رفع ملف قرية خاط التراثية إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار، ودعوتها إلى زيارة المنطقة على ارض الواقع واستكشاف مثل هذه القرى وإعادة بنائها ودعم أصحابها، بحيث تصبح مرتاداً سياحياً يساعد في ارتقاء المنطقة وأهلها.وقال إن في المركز مجمعاً تراثياً يمكن أن يكون نواة للقرية، بما اشتمل عليه من مدرسة أبو السعود الابتدائية والتي تم تغيير مسماها مؤخراً إلى مدرسة الحديبية ومازالت إلى وقتنا الحاضر، وكذلك مسجد اثري قديم، كما يتسم هذا المجمع بقربها من الشارع العام، مما يساعد الكثير من الزوار والسياح لسهولة الوصول إليها، مشيراً إلى أن الاهتمام بهذه القرية التراثية وإنارتها ووضع لها بوابة رئيسية سوف يلفت نظر عابري الطريق وجذب انتباههم إلى زيارتها وسوف تصبح مقراً تراثياً وضيافياً لزوار خاط. واشار إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان يزور المنطقة بشكل مستمر، وخصوصاً محافظة النماص ويبدي اهتمامه الدائم بالقرى التراثية، متمنياً لو تم التنسيق بين مسؤولي القرية في النماص من أجل دعم إنشاء قرية تراثية في خاط.