يوم واحد فقط ويتحقق حلم "الزعيم الأفريقي" المناضل نيلسون مانديلا (92 عاما) باستضافة بلاده لنهائيات كاس العالم لأول مرة كأول دولة أفريقية تحصل على هذا الانجاز العالمي التاريخي، وسيكون "الزعيم الأفريقي" الأكثر سعادة وهو يرى أبطال كرة القدم اللعبة الشعبية في العالم يتنافسون على بطولة كاس العالم جنوب أفريقيا 2010 في دولته التي ناضل من أجلها وقضى ربع قرن من الزمان بين القضبان دفاعا عن قضيته ضد سياسة التمييز العنصري التي كانت متبعة في جنوب إفريقيا. وكانت الشكوك تحوم حول عدم حضوره للحفل الافتتاحي لكأس العالم 2010، إذ ستلاقي جنوب إفريقيا منتخب المكسيك في المباراة الافتتاحية في المجموعة الأولى التي تضم أيضا فرنسا الفائزة باللقب العالمي فيما سبق وأوروجواي. ولكن في الإيام الماضيه أكد أبناؤه بأنه سيحضر مباراتي الافتتاح والختام للبطولة، الأمر الذي أعطى البطولة ملحا آخر، كونه وراء استضافة بلاده للبطولة، وحضوره يعني تكريمه في هذا المونديال. سيرته الذاتية هو نيلسون روليلالا مانديلا ولد في 18 يوليو 1918 لقبه افراد قبيلته ب(ماديبا) Madiba وتعني العظيم المبجل وهو لقب يطلقه افراد عشيرة مانديلا على الشخص الأرفع قدرا بينهم وأصبح مرادفا لاسم نيلسون في حياته سواء لفلسفته حول نبذ العنف والمقاومة السلمية ومواجهة المصائب والصعاب بكرامة وكبرياء. ولد نيلسون روليلالا مانديلا في منطقة ترانسكاي في أفريقيا الجنوبية. كان والده رئيساً لقبيلة التيمبو الشهيرة، وقد توفي ونيلسون لا يزال صغيراً، إلا انه انتخب مكان والده، وبدأ إعداده لتولي المنصب. في عام 1961 أصبح مانديلا رئيسا للجناح العسكري للمجلس الإفريقي القومي. وفي فبراير 1962 أعتقل مانديلا وحُكم عليه لمدة 5 سنوات بتهمة السفر غير القانوني، والتدبير للإضراب. وفي عام 1964 حكم عليه مرة أخرى بتهمة التخطيط لعمل مسلح والخيانة العظمى فحكم عليه بالسجن مدى الحياة. خلال سنوات سجنه السبعة والعشرين، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزا لرفض سياسة التمييز العنصري. وفي 10 يونيو 1980 تم نشر رسالة استطاع مانديلا إرسالها للمجلس الإفريقي القومي قال فيها: "إتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبي، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصري". وفي عام 1985 عُرض على مانديلا إطلاق السراح مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، إلا أنه رفض العرض. وبقي في السجن حتى 11 فبراير 1990 عندما أثمرت مثابرة المجلس الإفريقي القومي، والضغوطات الدولة عن إطلاق سراحه بأمر من رئيس الجمهورية فريدريك ويليام دي كليرك الذي أعلن ايقاف الحظر الذي كان مفروضا على المجلس الإفريقي. حصل نيلسون مانديلا مع الرئيس فريدريك دكلارك في عام 1993 على جائزة نوبل للسلام. بعد تقاعده في 1999 تابع مانديلا تحركه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان حول العالم. وتلقى عددا كبيرا من الميداليات والتكريمات من رؤساء وزعماء دول العالم. كان له كذلك عدد من الآراء المثيرة للجدل في الغرب مثل أرائه في القضية الفلسطينية ومعارضته للسياسات الخارجية للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، وغيرها. في يونيو 2004 قرر نيلسون مانديلا ذو ال 85 عاما التقاعد وترك الحياة العامة، ذلك أن صحته أصبحت لا تسمح بالتحرك والانتقال، كما أنه فضل أن يقضي ما تبقى من عمره بين عائلته. في 2005 اختارته الأممالمتحدة سفيرا للنوايا الحسنة. وتزامناً مع يوم ميلاده التسعين في يوليو 2008 أقر الرئيس الأمريكي جورج بوش قرار شطب اسم مانديلا من على لائحة الارهاب في الولاياتالمتحدةالأمريكية.