أفادت وثيقة رسمية للجيش التركي نشرت أمس ان (اسرائيل) لن تشارك في مناورات جوية دولية ستجري خلال الأيام المقبلة في تركيا. ويشكل هذا الغياب تأكيدا لقرار أعلنته الحكومة التركية يستبعد (اسرائيل) من ثلاث مناورات عسكرية مشتركة اثر العدوان الاسرائيلي الهمجي على أسطول مساعدات كان متوجها الى قطاع غزة وقتل جراءه تسعة اتراك أحدهم يحمل الجنسية الأميركية. وأعلنت قيادة الاركان العامة في بيان ان مناورات "نسر الاناضول" ستجري ابتداءً من قاعدة محافظة قونيا (وسط) من 7 الى 18 حزيران/يونيو بمشاركة تركيا والولاياتالمتحدة والامارات العربية المتحدة وايطاليا واسبانيا وحلف شمال الاطلسي. وقد استبعدت تركيا السنة الماضية الكيان الاسرائيلي من هذه المناورات مبررة موقفها بعدم تفهم الرأي العام أن يتدرب الجيشان معا بعدما صدمه العدوان العسكري الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة مع نهاية 2008 ومطلع 2009 والذي أسفر عن استشهاد 1400 فلسطيني. وتعتبر هذه المناورات مهمة بالنسبة الى (اسرائيل) لأنها تمكن الطائرات الاسرائيلية المتعودة على مجال جوي ضيق من التدرب في أجواء هضبة الأناضول الواسعة. واكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الاحد ان بلاده ستواصل التحرك حتى ترفع (اسرائيل) حصارها عن قطاع غزة. وقال أردوغان في خطاب القاه في مدينة بورصة ان غزة "بالنسبة إلينا هي قضية تاريخية (...) نقف في وجه من يجبرون سكان غزة على العيش في سجن في الهواء الطلق". واضاف "سنكون حازمين حتى رفع الحصار عن غزة ووقف المجازر والاقرار بحصول ارهاب الدولة في الشرق الاوسط"، داعيا (اسرائيل) والفلسطينيين الى اجراء مفاوضات سلام "في شكل جدي". وطالبت الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة باجراء "تحقيق صادق وحيادي وشفاف" حول الاعتداء على قافلة السلام. وأكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو امس الا تطبيع للعلاقات مع (اسرائيل) اذا رفضت الاخيرة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة من الأممالمتحدة حول العدوان الاجرامي على اسطول الحرية. ودعا حكومة نتنياهو الى "اعطاء الضوء الاخضر لتشكيل لجنة ينص عليها القانون الدولي واقترحتها الاممالمتحدة". واوضح انه اذا وافقت (اسرائيل) على تشكيل هذه اللجنة "فان العلاقات ستأخذ بالطبع منحى آخر". وفي الاطار ذاته، أعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس نيكولا ساركوزي دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى القبول "بتحقيق ذي صدقية ومحايد" حول العدوان الاسرائيلي على أسطول الحرية، وهو تحقيق أبدت فرنسا استعدادها "للمشاركة فيه"، الا أن نتنياهو رفض الطلب الفرنسي. وأكد وزير العلوم الاسرائيلي العنصري دانيال هيرشكوفيتز للصحافيين "علينا رفض تشكيل لجنة تحقيق تضم اعضاء غير اسرائيليين"، الامر الذي وافق عليه أيضاً وزير المال يوفال ستاينيتز. من جانبه، قال وزير الشؤون الاجتماعية من حزب العمل اسحق هرتزوغ "علينا ايجاد حل لرفع الحصار (عن قطاع غزة)، ونجري مناقشات مع دول صديقة من شأنها اقتراح حلول خلاقة تتيح تحسين الوضع في غزة". واضاف "نحن نشعر تماما بالانتقادات الدولية، لكن القضية تتصل بكيفية ضمان أمننا". وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الولاياتالمتحدة اقترحت ان تتولى قوة بحرية دولية تفتيش السفن التي يمكن ان تنقل أسلحة الى غزة. كما اقترح الفرنسيون اشرافاً أوروبياً على معبر رفح. من جانب آخر، رأى نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق اللواء في الاحتياط عوزي ديان أنه في حال جاء رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على متن بارجة حربية تركية الى قطاع غزة، فإنه يجب التعامل مع ذلك على أنه "إعلان حرب" ووصف أردوغان بالارهابي على حد تعبيره. وقال ديان لإذاعة الجيش الإسرائيلي أمس "إذا جاء مع بوارج حربية تركية فهذا إعلان حرب من دون أدنى شك وعلينا أن نضع خطا واضحا والقول مسبقا إن من يتجاوز (من البوارج) هذا الخط لن تتم السيطرة عليها وإنما سيتم إغراقها". وحاول رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية اللواء في الاحتياط عاموس غلعاد تخفيف وقع أقوال ديان. وقال غلعاد إنه "في فترات الأزمات بالذات، نحن مطالبون بترجيح الرأي وعدم وصف رئيس حكومة منتخب بأنه إرهابي". ورفض غلعاد التطرق إلى تقرير نشرته صحيفة "صندي تايمز" البريطانية أمس حول تخوف (إسرائيل) من إغلاق محطة استخبارات إسرائيلية في الأراضي التركية لكنه شدد على أن "قدراتنا الاستخباراتية بكل ما يتعلق بما يحدث في الشرق لم تتضرر".