هذا شطرٌ من بيت شعر مُغنّى .. وعْدٌ من القائل لمن يجد " زمام " الخلّ . لانكاد – قديما – نعرف العملات الفضية والذهبية إلا بالرسم فسمعنا " جنيه أبو خياّل " و" جورج " وأبو شوشة (الريال النمساوي) وهكذا . اشتهر الريال النمساوي بين العامة في الجزيرة العربية باسم (الريال الفرنسي) وقد طغى هذا على الاسم الحقيقي للريال. حتى كاد يُنسى بين الغالبية العظمى من الناس. وتعد هذه العملة من أشهر العملات الأجنبية. التي استخدمت على نطاق واسع للغاية في معظم أرجاء شبه الجزيرة العربية. وقد سُكت من معدن الفضة ووزنها يماثل تماماً الأوقية الواحدة. وعلى الرغم من قدم تاريخها، إذ إنها سُكت في عام 1780م ، فقد ظل التعامل بها قائماً في أقطار الجزيرة العربية كلها حتى وقت قريب وذلك بسبب ثبات وزنها وعيارها اللذين لم يتغيرا على مر السنين .. وتحمل العملة المذكورة على وجهها صورة نصفية للإمبراطورة النمساوية ماريا تريزا . كثير من السعوديين لم يسمعوا بقصة «الريال الفرنسي» الذي كان منتشراً في السعودية، قبل توحيدها على يد الملك المؤسس ، والذي ظل معتمداً فيها حتى 1928، بعد استبداله بالريال السعودي ورغم أن «الريال الفرنسي» كان يُسكّ في النمسا، ويحمل اسم «الدولار» وليس «الريال»، إلا أنه عُرف في «الجزيرة العربية» باسم «الريال الفرنسي» ورأيتُ ، بتتبع الأدبيات العربية شعرا ونثرا ، أننا ظللنا مدة طويلة نورد مفردتيْ الدرهم والدينار فقط . ثمة عملة نحاسيّة أخرى عرفتها بلادنا أيام "الريال الفرنسي " واسمها " قطعة ". وأعتقد أنها ترجمة ل بيس - الإنجليزية Piece . وقالوا إن الروبية الهندية أصلها العربي " ربعيّة " أي : ربع ليرة ذهب . كذلك الدرهم أصل الكلمة يوناني – دراخما وتُستعمل المفردة حتى الآن . عندي أن الريال الفرنسي في ذلك الزمن مثل الدولار الأمريكي . وكلمة " دولار " ليست خاصة بأمريكا فقد جاءت من الألمانية ( ثالار ) Thalar ودخلت إلى الإنجليزية في منتصف القرن السادس عشر الميلادي . علامة الدولار ، التي صارت تعترض طريق رؤيتنا ( $ ) يعرفها المعجميون المهتمون بالعملة والنقود بأنها تشير إلى رمز أعمدة هرقل الأسطورية ، كناية عن القوة . وفي العام 1910 دخل إلى اللغة تعبير " دبلوماسية الدولار " ، وصار الحديث الاقتصادي ومنابر المشاريع والمؤتمرات تقيّم الناس بالدولار . حتى قراصنة القرن الأفريقي يطلبون الفدية بالدولار!.