يعيش المطربون حالة ارتباك عند كل ألبوم جديد يقدمونه حيث يحتارون أولاً في اختيار الأغاني ثم بعد ذلك اختيار التوقيت المناسب لطرح الألبوم. وقد جرت عادة المطرب العربي في تقديمه لألبوم سنوي يحتوي على أكثر من عشر أغان ويطرح في موسم الصيف تحديداً. ويتخلل المدة -التي تفصل بين ألبومين- عدة حفلات غنائية يحييها المطرب هنا وهناك. هذا الجدول قد يتسبب في مأزق للمطربين خاصة إذا ازدحم الصيف بمناسبات أخرى كصيف هذه السنة الذي سيشهد انطلاقة كأس العالم لكرة القدم ثم دخول شهر رمضان المبارك. الأمر الذي سيقلل من فرص انتباه الجمهور للألبومات الجديدة. رابح صقر الفنان عبدالمجيد عبدالله انتبه لهذا المأزق مبكراً خاصة بعد تأخره في تنفيذ ألبومه السنوي الرسمي فقام بالتركيز على صناعة أغنية واحدة وقدمها في الفترة التي تسبق كأس العالم ليضمن بذلك حضوراً أقوى لأغنيته الجديدة "تناقض". الأغنية كان قد قدمها من قبل في إحدى جلساته وأخذت وهجاً مميزاً, وهي من كلمات الشاعر الرائع "تركي" ومن ألحان طارق محمد, ووجود هذه الأسماء كفيل بنجاح الأغنية, نظراً لتوفر الأسس الثلاث لبناء الأغنية الجيدة؛ كلمة مميزة, لحن بديع, وصوت قوي. هذه القيمة الفنية الشعبية والتي تعوّد على تقديمها عبدالمجيد مؤخراً تثبت بأنه "سلخ" ماضي الإهمال وعاد من جديد إلى الساحة, عبر الطرح المتوالي للأغاني المنفردة "سنغل". رابح صقر والآن عبدالمجيد يثبان بأن الفترة الزمنية الحالية ليست مثالية لطرح الألبومات, لذا قدما أعمالاً خاصة وأجلا طرح ألبوميهما الرسميين. وهذا ذكاء يحسب للنجمين. وهو خيار سيرغم عليه البقية نظراً لظروف الإنتاج والتوزيع والمبيعات التي تتهاوى كثيراً في ظل القرصنة ونشاط وسائل التكنولوجيا الحديثة وغلاء أسعار ال CD.