تواجه (اسرائيل) الغضب والانتقادات الدولية المتدحرجة بمزيد من التخبط والاكاذيب لتبرير مجزرتها التي ارتكبتها بحق المتضامنين على "اسطول الحرية" في المياه الدولية فجر 31 أيار/ مايو الماضي. ففي مستهل جلسة حكومته الاسبوعية، زعم بنيامين نتنياهو -كذباً- إن أفراد المجموعة التي خاضت المواجهة مع أفراد وحدة الكوماندوز الاسرائيلي على ظهر السفينة التركية "مرمرة"، لم تصعد اليها في الميناء التي انطلقت منه ولم يخضعوا لتفتيش أمني بخلاف باقي الركاب". وادعى نتنياهو ان هذا دليل على ان المواجهة كانت مفتعلة، مجددا التأكيد بأن سلطات الاحتلال "لن تسمح بفتح ميناء في غزة تستخدمه إيران" .-على حد تعبيره- وقال ان المساعدات التي حملتها السفينة "مرمرة" لم تنقل الى قطاع غزة لغاية الآن بسبب رفض حركة "حماس" لنقلها. بدوره، اعتبر الناطق بلسان جيش الاحتلال أن الصور التي نشرتها صحيفة "حريات" الأوسع انتشارا في تركيا، تشكل دليلا قاطعا على صحة ما قاله الجيش من أنه "تواجد على السفينة "مرمرة" مرتزقة لم يسعوا إلا لقتل الجنود" . ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن هذا الناطق القول "كان من الممكن ان تظهر الصور بمظهر مختلف لو قرر الجنود اطلاق النار على كل مدني اقترب منهم، زاعما ان الجنود تمكنوا بمهارة فائقة من التمييز بين نشطاء السلام والارهابيين" .-على حد تعبيره- ونشرت صحيفة "حريات" أمس صورا لجنود من وحدة الكوماندوز الاسرائيلي تم التقاطها على ظهر السفينة "مرمرة" في بداية الهجوم الدموي عليها، يظهر فيها بعض الجنود وهم ينزفون ، بعد تعرضهم للضرب المبرح كما يظهر بعض النشطاء الاتراك وهم يمسكون بقضبان حديدية. وفي هذا السياق قالت صحيفة "معاريف" في عددها امس ان قيادة الكوماندوز البحري الاسرائيلي مقتنعة ان الرجال الذين هاجموا مغاوير البحر بمجرد تدليهم بالحبال من المروحية الى ظهر السفينة، كانوا مجموعة مدربة جيدا. ونقلت " معاريف" عن ضابط كبير في الوحدة التي شاركت في الهجوم الزعم: ان النشطاء الذين اعتدوا على جنود "الكوماندوز الاسرائيلي كانوا تلقوا تدريبات في معسكرات في كل من أفغانستان وباكستان واندونيسيا وبلغاريا.-على حد كذبه- وقال: الحديث يدور هنا عن اكثر من 50 شخصا في الثلاثينات من العمر أقوياء جدا كانوا يرتدون سترات واقية من الرصاص من أحسن نوع وكانوا مزودين بأجهزة الرؤية الليلية وكمامات واقية. وزعم انه عثر على ظهر السفينة "مرمرة" على خراطيش ذخيرة فارغة أميركية تختلف عن تلك المستخدمة في الجيش الاسرائيلي. وقالت "معاريف" : يستدل من استجواب ربان السفينة انه شاهد المتضامنين يلقون قطع اسلحة نارية الى البحر وبعد هذه الشهادة تم إحصاء كافة قطع الاسلحة النارية بحوزة افراد الكوماندوز وتبين انه ليست هناك أي قطعة سلاح ناقصة ما يعزز الاعتقاد بان النشطاء استخدموا اسلحة نارية ضد الجنود الاسرائيليين. واعتبر الضابط الاسرائيلي ان ربط حبل المروحية بظهر السفينة "مرمرة" ليس مجرد قرار لحظي بل ينتج عن تخطيط مسبق، لافتا ايضا الى ان المتضامنين استعانوا بنداءات وأوامر أسوة بوحدة عسكرية توزع أفرادها على عدة مراكز في السفينة، مؤكدا ان مدنيا لا يعرف كيفية خطف مسدس من جندي وتجهيزه للرمي. وفي محاولة لخلط الاوراق، قالت الصحيفة ان سلاح البحرية بث شريطا سمعيا يمكن من خلاله سماع طاقم ربان "مرمرة" يردون على التحذيرات الاسرائيلية "اسكتوا وعودوا الى معسكر الابادة النازي أوشفيتس". كما يسمع –حسب المزاعم الاسرائيلية في الشريط ذاته متضامن آخر يتحدث في جهاز الاتصال مع ضباط البحرية الاسرائيلية ويقول"اننا نساعد العرب على معارضة الولاياتالمتحدة. لا تنسوا الحادي عشر من سبتمبر !" ووصل التخبط الاسرائيلي حد التهريج، حيث جرى بث تسجيل "فيديو كليب" هزلي يسخر بصورة لاذعة من عرض المتضامنين على ظهر سفينة "مرمرة" كأبطال في العالم." وبث المشهد التمثيلي على موقع "لاطمة" الالكتروني وهو يحاكي بشكل هزلي الأغنية العالمية الشهيرة We Are The World ، فيما يظهر "نشطاء سلام" عرب وأوروبيين وهم يلوّحون بقضبان وسكاكين ويغنون We Con The World (اننا نخادع العالم).