خلال شهر مايو الماضي 2010م، وقعت سوق الأسهم السعودية تحت وطأة عمليات بيع قوية، وانخفضت الى ادنى مستوى منذ 8 ديسمبر 2009، وفاق هبوط مؤشرها الكثير من مؤشرات الأسواق، وتصدرت الأسواق الخليجية في نسبة الانخفاض التي قاربت 11%، وسجلت مستويات هبوط يومية فاقت المسجل في كثير من الأسواق العالمية. وقد رأينا تنوعا في تعليق أسباب الهبوط من مشكلة اليورو إلى انخفاض النفط، وتباطؤ نمو التصنيع الصيني، وغطت مشاعر التشاؤم نفسيات الكثير من المتعاملين الذين رسموا سيناريوهات مفجعة لأوضاع، ومستقبل الشركات السعودية، وكأن مصيرها انتهى عند أزمة الديون السيادية الأوروبية. في المقابل رأينا مستثمرين آخرين وجدوا في هذه الأحداث فرصا لاقتناص الأسهم وزيادة محافظهم، ومن ذلك قيام المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية برفع حصتها -كما أعلن أمس الأول- في أربع شركات هي: سافكو من 16.3% إلى 16.5%، ومعادن من 8% الى 8.2%، وجبل عمر من 8.9% إلى 9.1%، واسمنت الجنوبية من 14.6% إلى 14.8%، إضافة إلى رفع مستثمرين آخرين لحصصهم في شركة الراجحي المصرفية واسمنت العربية. المستثمرون يبنون جزءا هاما من ثرواتهم من استغلال الفرص والأزمات، ولعلنا في هذا الصدد نتذكر بعض الأقوال المشهورة للمستثمر العالمي وارين بافيت، فهو يدعو بان ننظر إلى الأزمات الحادة لانخفاض الأسعار في أسواق المال على انها فرص جيدة للشراء، وليس للهروب فهو يرى أن انخفاض أسعار أسهم الشركات القوية يحدث بسبب تقلبات الأسعار التي تسيطر عليها الطمع والمشاعر الشخصية، وهي أمور وقتية إذ إن الأسواق في النهاية تعطي الأسهم أسعارها الحقيقة المتماشية مع الاداء. ومن أقواله الأخرى "كن حذرا عندما يطمع الآخرون وطماعا عندما يخاف الآخرون" وهي تعني عدم الشراء في الأوقات التي تندفع فيها الأسعار بصورة مبالغة تختلف عن الأداء الحقيقي لأسهم الشركة ومؤشراتها الأساسية، وايضا تحث على استغلال الفرص عند تهبط الاسهم وتسود حالة الذعر في الاسواق. هذه الاقوال توضح لنا جزءا هاما من توقيت الاستثمار في الأسواق؛ فأكثر مشاكلنا أننا لا نشتري إلا عندما تندفع الأسعار صعودا، وتتضخم وتسود مشاعر الطمع، ونسارع الى البيع عندما تسود المخاوف والهلع جميع الأسواق، وتهبط الأسهم إلى الحضيض، وتكون أسعارها قد وصلت إلى مستويات لا تسمح بالمزيد من الهبوط، ونحن نقصد الشركات التي تحمل فرصا للنمو التي تولد الأرباح المستمرة ولديها القدرة على التوسع المستمر، وفق ادارة ناجحة ترتقي بعمل الشركة وتنمي حقوق المساهمين.