مشاركة من النادي الأدبي بمنطقة الجوف في مؤتمر التراث العمراني بالمنطقة برعاية صاحب السمو الملكي أمير منطقة الجوف، أقام النادي ندوة بعنوان: "أهمية الحفاظ على التراث العمراني" شارك فيها الأستاذ حسين بن علي خليفة العلي عضو مجلس ادارة النادي ومدير جهاز السياحة بالجوف، والدكتورة هالة محمود خلف رئيسة قسم التاريخ بكلية التربية، والدكتورة مها اليزيدي رئيسة القسم النسائي بالنادي والمحاضرة بجامعة الجوف، عبر الدائرة الصوتية بالقسم النسائي. وأكد المدير التنفيذي لجهاز السياحة بمنطقة الجوف الأستاذ حسين الخليفة أن مشروع القرى التراثية الذي تقيمه الهيئة العامة للسياحة والآثار ساعد على الحفاظ على موروث المملكة في التراث العمراني وحافظ على المناطق التاريخية وجعلها مهيأة للزوار, جاء ذلك في محاضرة أهمية الحفاظ على التراث العمراني الذي نظمها نادي الجوف الأدبي أمس الخميس بالخيمة الثقافية بالنادي وبدئ اللقاء بتعريف من الخليفة بمشروع القرى التراثية مستشهدا بترميم حي الدرع الذي تقوم به الهيئة بمحافظة دومة الجندل وبين الخليفة آلية المشروع وشروطه وطرق العمل فيه, وأشار إلى إيجابيات مثل هذا المشروع مؤكدا بأنه مشروع اقتصادي متكامل، نظراً لما يمثله من مورد اقتصادي مهم يسهم في تنمية المناطق التي ينفذ فيها، حيث يحتضن العديد من الحرفيين والحرفيات، ويساهم في توفير فرص العمل، ويشجع الاستثمار في ترميم مباني التراث العمراني وإعادة تأهيلها وتوظيفها كنزل ومطاعم سياحية، إضافة إلى قيمته الثقافية والحضارية، منوهاً بتعاون الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأهالي. بعدها تحدثت الأستاذة مها عن تعريف التراث العمراني مبينة انه هي وعاء الحضارة، وتمثل الهُوية الثقافية والمستوى الإبداعي والجمالي للإنسان، ولقد استطاعت العمارة الإسلامية أن تنتقل من المضارب في البوادي إلى الأكواخ في القرى، ثم إلى المباني والأوابد في المدن، حاملة ملامح أصيلة، منسجمة مع متطلبات الإنسان ومع تقاليده وبيئته. ومن المؤسف أن هذه العمارة انقطعت فجأة عن التطور والنمو الصاعد بسبب احتياج طراز العمارة السهلة البسيطة، التي وفدت مع مستحدثات المدينة في الغرب، إلى جميع البلاد الإسلامية, ومما لاشك فيه أن مسوغ استقبال هذه العمارة الغربية كان تطور التقنيات الإنشائية، إذ دخل الإسمنت والحديد والزجاج في عمليات البناء والإكساء والزخرفة، وكان للكهرباء الدور الأكبر في تعديل مسيرة تطور العمارة التي اعتمدت كلياً على فوائد هذه الطاقة الجديدة، عند تمديد أسلاك الإنارة، أو بناء أبراج المصاعد أو تركيب أنابيب التدفئة والتهوية حتى طغت هذه الإضافات على فن العمارة، فأصبح تابعاً لها وفي بناء حديث، تبدو هذه الإضافات صريحة وواضحة، بل أصبحت أساسا للتصميم المعماري ذاته, ولقد تبين أن هذا الطغيان التقني كان خطيراً على فن العمارة، كما هو خطير على الإنسان الذي أصبح يزداد بعداً عن الطبيعة، طالما هو يزداد خضوعاً لظروف التقنيات ومفاعيلها الضارة, وأكدت اليزيدي أن استضافة المملكة تعتبر بادرة طيبة وسباقة للحفاظ على هذا التراث مقدمة شكرها للقائمين على هذا المؤتمر هيئة السياحة العامة والآثار. ثم تحدثت الدكتورة هالة عن تاريخ الجوف وتراثها المعماري مسلطة الضوء على جهود حكومة المملكة العربية السعودية للحفاظ على هذا الموروث التاريخي من خلال صور قديمة وحديثة للمواقع الأثرية والتاريخية بمنطقة الجوف, وفي نهاية المحاضرة فتح المجال لمداخلات الحضور. وفي مداخلات الحضور أوضح رئيس المجلس البلدي الدكتور نايف المعيقل أن غالبية المباني التراثية، تقع في دائرة الأملاك الخاصة للمواطنين، فيما طالب رئيس مجلس إدارة نادي الجوف الأدبي الأستاذ إبراهيم الحميد بوقف تدمير المباني التراثية، مؤكدا على أهمية الاستفادة من تأخر التنمية في سكاكا، حيث بقيت الكثير من المباني التراثية على حالها مما يمكن من الاستفادة من الوعي بأهميتها والحفاظ عليها. وقال إن أهالي سكاكا كانوا يعيشون كأمراء العصور الوسطى في منازلهم التي كانت عبارة عن قلعة طينية محاطة ببساتين النخيل.