تُعد ألقاب الشعراء الشعبيين قليلة جداً إذا ما قورنت بألقاب شعراء الفصحى، لذا كان من الطبيعي ألا تجد من الاهتمام والعناية ما يُماثل أو يُقارب اهتمام القدماء بها وبجمعها وتصنيفها في مؤلفات خاصة، وقبل سبعة أعوام (2003م تحديداً) أصدر الباحث المعروف إبراهيم الخالدي مؤلفه الجميل (الجامع المختصر للألقاب والعزاوي عند البدو والحضر) مواصلاً فيه جهد باحثان سبقاه في هذا المجال هما الأستاذ أحمد العريفي والأستاذ عبدالله الطويان، وقد اشتمل كتاب الخالدي على عدد لا بأس به من ألقاب الشعراء الشعبيين التي تتفاوت في شهرتها وشيوعها بين الناس. ومن الأمور التي تلفت النظر في ألقاب الشعراء الشعبيين قلة من غَلبت ألقابهم على أسمائهم الحقيقة خلافاً لشعراء العرب القدماء، ومن هذه الطائفة: (الدجيما) دخيل الله بن عبدالله العضياني، و(رضا) عبدالعزيز الفاير و(الدندان) عبدالله بن محمد آل رجبان الدوسري و(الغيهبان) حمد بن هادي المري، إضافة إلى ألقاب قليلة جداً لشعراء معاصرين استبعدها المؤلف التزاماً منه بالفترة الزمنية أو الإطار الزمني الذي حدَّده. ومما يُمكن ملاحظته في الألقاب التي تضمنها مؤلف الخالدي أيضاً عدم ارتباط معظم ألقاب الشعراء الشعبيين بمواهبهم الشعرية أو بألفاظ أو عبارات تفوهوا بها في قصائدهم كما في ألقاب شعراء العربية القدماء، مع وجود استثناءات قليلة من أبرزها: (حليق الذهب) الشاعر الكويتي محمد الفوزان "وذلك لندرة أشعاره وجودتها"، و (المسكّت) الشاعر سالم بن تويم الدوّاي "لسرعة بديهته في الشعر، وإسكاته خصومه في المحاورة الشعرية"، و(حليوان) الشاعر بداح بن غانم العازمي "لحلاوة كلامه وشعره"، و(البحر) الشاعر عبدالله بن عبيّد الحربي "لغزارة شعره"، و(الكليف) وهو لقب شاعر قديم مجهول الاسم من أهل القرن 11ه "لأن شعره مُجهد مكلف لمن أراد تقليده" وهذا ما نقله الخالدي عن طلال السعيد واختلف معه فيه وعده مجرد تخريج لغوي لا أكثر، وكذلك لقب(محيي الهوى) وهو لقب الشاعر عبدالله الفرج ولقب به لقوله في إحدى قصائده: "يقول محيي الهوى بالحب زايد غرامه". ومن الأمور نادرة الحدوث في مسألة الألقاب تشابه لقب شاعر شعبي مع لقب شاعر قديم أو اشتراكهما في لقب واحد، وقد حدث هذا الشيء مع الشاعرين: (الأفوه) و(الفويه)، والأفوه كما يُعرِّف به الدكتور سامي العاني في كتاب (معجم ألقاب الشعراء) "شاعر جاهلي اسمه صلاءة بن عمرو بن مالك الأودي، غلب عليه هذا اللقب لأنه كان ناطق اللسان، متفوهاً وكلامه حلو رشيق"، أما الفويه فهو الشاعر الشعبي فهد الفويه السبيعي شاعر ابن رشيد في حائل، ولُقب بذلك -كما ينقل الخالدي عن طلال السعيد وبغير اقتناع أيضاً- "نظراً لبراعته بالشعر لأنهم يسمون المتكلم حاضر البديهة سريع الرد ذا الحجة بالمفوّه أو الفويه"، وكذلك نجد شاعراً شعبياً آخراً يُدعى ابن غنام ويُلقب ب (النابغة)، وهو اللقب الذي يحمله أكثر من شاعر من شعراء العرب القدماء.