بين «مقاييس اللغة» و«المعجم المفهرس» و«أسس البلاغة».. القاف والنون باب لم يوضع على قياس وكلماته متباينة منها: الفن: تتبع الأخبار.. والضرب بالعصا.. والجبل الصغير.. و«كم القميص - فنان».. واسم ملك كان يأخذ كل سفينة غصباً. أدركنا هذا خلال بحثنا في أصل كلمة «قانون».. فوجدنا أنه لم يشر إليها سوى «الفيروز آبادي» الذي قال ان «أصلها» رومي.. أو فارسي.. وهي تعنى «مقياس كل شيء» وهي موقع بين دمشق.. وبعلبك.. أما في «جبل الحبالى» فهي «كانون» في كل بيت دون استثناء.. وها في «المتخت الشرقي» آلة فنية «صعبة المراس». لصعوبة تعلم العزف عليها.. لكن «التخت» لا يكتمل دونها.. وفي أغاني «أم كلثوم» القديمة قد لا تجد أغنية واحدة تخلو من «صولوهات» قصيرة لأمهر عازف قانون الفنان عبده صالح.. وفي لهجاتنا المحلية لا جذور لكلمة «قانون» لأن لدينا بدائل كثيرة لمفهوم «القوانين» قد تختلف من منطقة لأخرى لكنها تؤدي لنفس المعنى.. ومفهوم «الأنظمة» والقوانين حديث حديث نسبي لارتباطه بأجهزة الدولة الحديثة.. رغم ان الكثيرين منا.. يقولون إننا مازلنا نصارع التخلف والجشع.. وغيرها من الأسباب التي تحول دون تطبيق القانون.. أو تحول دون وجوده. وحول معنى القانون وجوهرة التشريعي تحدثت ذات مرة مع المحامي الشهير الروائي صبري العسكري الذي حاول ان «يفهمني» بأقل «تكرار» ممكن.. فأشار إلى ان «القانون الفرنسي» هو الذي يعتبر أساس كل التشريع «القضائي في معظم بلدان الدنيا.. والسبب في ذلك يعود إلى أنه قد تم اختيار لجنة علمية على أعلى مستوى لوضع القانون.. ولم يكن القانون ليحقق أي نجاح لولا أنه اعتمد على دراسة الأديان السماوية الكبرى الثلاث.. وأسس كل بنوده وفق قاعدة عدم التناقض مع طبيعة التشريعات الأساسية التي سنتها هذه الأديان.. هذا بالإضافة إلى مستجدات الحياة المدنية وما تفرع عنها من اشكالات قانونية تتطلب «تقعيدها». و«فاروق» عندما قرر دراسة القانون في استراليا.. قالت مسؤولة القبول.. دون النظر لأي شيء سوف أقبلك بسبب المنطق «الجدلي» الذي تتمتع به.. عندما أخبرني قلت: - يعني عشانك عبيط زي أبوك!! وفي حفلات التخت الشرقي القديمة.. كانت المغنية التي من مستوى «هيفيات» هذه الأيام.. تغني بطريقة «سوقية» أطربت «السوقة» الذين أخذوا يتمايلون مع «هبابها».. لكنها أرادت ان تقول للناس إنها تفهم في الموسيقى.. فالتفتت لعازف «القانون» وقالت له بصوت عال: - ايه ده يا أستاذ.. القانون صوته شربة فرد عليها العازف قائلاً: - وماله.. ما الجمهور بيحب الشربة.. وذات مرة رأيت عازف قانون في حفل خاص.. يحاول ان «يعلم» أحدهم العزف.. فأجلسه إلى جواره.. وأعطاه «النقارات» أو لا أدري ما هي.. وأعني بها تلك التي توضع داخلها اصبعي «السبابة».. وقبل ان يبدأ نقر الأوتار أوقفه بهلع وهو يقول: - يا بويا لا تقطع الأوتار.. مو كدا وأوضح له الدرس الأول قائلاً: - لما تدحش اصابيعك بين الأوتار تنقطع.. خلي يدك فوق.. وحسس بها على الوتر بنقرة خفيفة.. وحرك يدك خليها تزحف على بقية الأوتار بخفة.!! عندها سمعت عازف «الكمان» الذي بجواره يقدم نصيحته: - يا واد اشلك واشل القانون.. أصابيعك زي المساويك.. ما يصلح الا لنقر الطبلة انقر على الطبلة أحسن لك.. ونادى على عازف الطبلة.. يا «...» جاك!! والتفت لطالب علم العزف وقال: - هيا روح أقعد جنبه وهو يعلمك!! لكن في أوتاوا.. رأيت على قارعة الطريق.. شابا «لاتينيا».. وضع قيثارة على الأرض وأخذ ينقر على أوتارها بخفة كما يفعل عازف القانون.. لكنها كانت تخرج ألحاناً رائعة لعازف القيثار الشهير كارلوس سنتانا.