طالب الدكتور عبدالرحمن القحطاني خبير تعزيز الصحة والمستشار غير المتفرغ لمنظمة الصحة العالمية هيئة الغذاء والدواء بوضع سياسات وأنظمة لمنع أو الحد من استخدام الدهون المفروقة (المصنعة) في المنتجات الغذائية المعلبة ووجبات المطاعم، مبيناً أن تبني وتطبيق مثل هذه الأنظمة سيساعد في تعزيز صحة المجتمع، وتؤدي إلى خفض نسبة الإصابة بأمراض القلب الوعائية، وتقليل الوفيات من تلك الأمراض في المملكة، بالإضافة إلى الحد من العبء الاقتصادي على الخدمات الصحية منوها بأن منظمة الصحة العالمية تطالب الحكومات بفرض مثل تلك الأنظمة. وأعرب عن أمله في أن تتخذ من هيئة الغذاء والدواء البدء بتدابير مباشرة من خلال نظام طوعي ثم نظام تدريجي لاستبدال تلك الزيوت المفروقة بزيوت صحية، على أن يتم خلال تلك الفترة التدريجية اتخاذ أنظمة لوضع نسبة تلك الدهون على البطاقة الغذائية للمنتجات الغذائية المحلية والخارجية، وكذلك مطالبة المطاعم بالإفصاح عن مستوى الدهون في أطعمتها بالإضافة إلى منع الإدعاءات الصحية المضللة في الأطعمة ذات المحتوى العالي من تلك الدهون. وأوضح أن الإفراط في استهلاك الدهون المفروقة (المصنَّعة) يُعد أحد عوامل خطورة الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين إضافة إلى زيادة الوزن والسمنة، والتي تمثل أحد المسببات الرئيسة للوفيات في المملكة، مبيناً أن الكثير من الناس يجهلون الدهون المفروقة (المصنَّعة) أو ما تسمى بالترانزفات وضررها البالغ على الصحة. وأفاد بأن هذه الدهون تؤدي إلى تأثير مضاعف على صحة الجسم، حيث ترفع مستوى الكوليسترول الضار في الجسم، وتخفض الكولسيترول الجيد، وبالتالي تسبب انسداد وتصلب الشرايين مما يعطي مؤشرا واضحا عن مدى خطورة هذا النوع من الزيوت المصنَّعة، مشيراً إلى تحذيرات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية من أن هذه الزيوت أشد خطورة على صحة القلب مقارنة بالدهون الحيوانية، وتحذيرات مجلس التغذية الدنمركي التي تؤكد أن ضررها يساوي أضعاف ضرر الدهون الحيوانية على القلب تحديدا. وأشار إلى وجود العديد من التجارب الدولية الناجحة في هذا المجال، منها التجربة الدنماركية الرائدة في هذا المجال، والتي تعد الأولى عالميا في وضع نظام إلزامي للحد من استخدام الترانزفات بنسبة لا تتجاوز 2% من كمية الدهون في أي منتج غذائي. وكذلك النظام الطوعي في العديد من الدول المتقدمة مثل الولاياتالأمريكية لمنع استخدامها، كما في ولاية نيويورك وكاليفورنيا، وقد استجابت لمثل هذه الأنظمة الطوعية العديد من مطاعم الوجبات السريعة العالمية في فرنسا وروسيا والأرجنتين. ونوه بغياب هذه التنظيمات في المملكة حيث لا زالت معظم سلاسل مطاعم الوجبات السريعة العالمية تمارس دورها في مجتمعنا للترويج للأطعمة والوجبات المشبعة بالسعرات الحرارية والدهون ذات الأثر الضار بالصحة، ومنها الدهون المفروقة وهي تمثل عامل جذب كبير لمعظم أفراد المجتمع السعودي، وأحد العوامل المساندة في انتشار وباء السمنة بالمملكة، وبالتالي فتلك المطاعم وغيرها من الشركات العالمية المنتجة للأطعمة مطالبة باحترام المستهلك السعودي والحفاظ على صحته وتطبيق مثل تلك الأنظمة الطوعية المعززة للصحة في السوق السعودي أسوة بما تعمله في الدول المتقدمة. وأبان هذا النوع من الزيوت المفروقة يتواجد في العديد من الأطعمة التي تُعد باستخدام زيوت نباتية مهدرجة جزئيا كبعض أنواع السمن النباتي والمارجرينا، كما تستخدم في العديد من الأطعمة والوجبات السريعة وخصوصا المقلية منها، كما تتواجد هذه الزيوت في عدد من أنواع الكيك والحلويات والبسكويت مبيناً أنها تمثل دهون مستخلصة من زيوت نباتية، إلا أنها تعالج بطرق كيمائية معينة لتصبح شبه صلبة، وتحرص مصانع الأغذية والمطاعم على استخدامها كونها تزيد من فترة صلاحية وثبات النكهة في الأطعمة، وتتحمل درجات الحرارة العالية عند استخدامها في القلي، بالإضافة إلى أنها تزيد من صلابة وتطويع المعجنات. وشدد على كل مواطن أن يقلل قدر الإمكان من تناول الأطعمة والوجبات السريعة الغنية بالدهون (بما فيها الدهون المفروقة) والسعرات الحرارية العالية بشكل عام، وخصوصا المقلية منها، كما يجب التأكد عند شرائه الأطعمة المعلبة أو المغلفة كالكيك والمعجنات والدونات وغيرها من خلو محتوياتها من تلك المواد ما أمكن ذلك أو أنها تحتوي على 2% أو أقل من الدهون المفروقة نسبة إلى مجمل الدهون، مشيراً إلى أن العديد من الحلويات المحلية الصنع كالبقلاوة والكنافة والقطايف يستخدم فيها السمن النباتي ناصحاً باستخدام الزيوت غير المشبعة في الطهي كزيت الذرة وزهرة الشمس والكانولا وتجنب استخدام الزيوت المهدرجة جزئيا.