العنوان جزء من شعر (لميعة عباس عمارة) تلك الشاعرة التي كانت جميلة جداً وجريئة، ولشعرها رائحة خاصة هي (رائحة الأنثى) بكل عواطفها وحنانها.. وعذابها.. تقول: «بالعدلِ تحكم.. يا لعدلك في الرعية بالسوية تختال نظرتك الكريمة في الحِسَان وحِصّتي مثلُ البقية فديتُها من نظرةٍ كرصاصةِ النقصِ الغبيَّة»! وتقول: «كل شعري قبل لقياك سدى وهباءٌ كل ما كنتُ كتبتْ إطوِ أشعاري ودعها جانبا وأدنُ مني فأنا اليوم بدأتْ لماذا أعشقكَ أنت؟!» «لِمَ اخترتُكَ بين أمجادك الزاهرة؟ ومثلك يحلم كرم الجنان يسيل على كفه العاصره لماذا جعلتُ طريقي انتهاءً وألغيتُ قدسيَّةَ الذاكرة؟ أكانَ أكتمالاً لمجدك أن سيقال .. وهامت به الشاعره؟ لماذا يحط المساءَ حزينا على نظرتي الحائره؟ وفي القُرْبِ أكثرُ من مُعْجَبٍ وإني أكثر مِن قادره.. أنا طائرُ الحُبِّ كيف اختصرت سمائي بنظرتَكَ الآسره؟» * ولدت لميعة عباس بالكرخ في بغداد عام 1929م لعائلة ميسورة، وكان أبوها يقول الشعر، وقد أحبها ودللها، أما أمها فكانت من أجمل نساء عصرها.. قالت الشعر وهي طفلة.. وأرسل والدها شعرها الوليد إلى الشاعر المشهور (إيليا أبو ماضي) في المهجر وكان يرأس تحرير مجلة (السمير) فنشر شعرها فوراً وفي مكان بارز، وعقّب عليه بهذه الجملة «إذا كان في العراق مثل هؤلاء الأطفال فعلى أي نهضة شعرية مُقْبِلٌ العراق؟!» ثم ذاع صيتها ونضج شهرها ونشرت عدة دواوين (الزاوية الخالية 1960) (دعوة الربيع 1963) (أغاني عشتار 1969) (لو أنبأني العراق 1/80) (البعد الأخير 1988). * وقد أعجب بشعرها المستشرق الفرنسي البروفسور (جاك بيرك) وأفرد لها صفحات طويلة في كتابه (شاعرات عربيات) وقال عنها: (شاعرة الرقة والجمال والأنوثة التي لا تنتهي).. (من شعرها العجيب) ما قالته في رجل متزوج أحبته: «نحن امرأتان تحبانك.. لا تشكُ إليَّ بساطتها وسذاجتها.. وبأنك صِرتَ.. وما صارتْ.. أنتَ اخترتَ.. وما اختارت أم أنك أنجبت.. وما أحببتَ وادركتَ بعد فوات الوقتِ جهالتها.. هي مَنْ، لا سمح الله، ستُلقي الخطبة في حفل التأبين ببساطتها.. وسذاجتها.. وبأخطاءٍ قراءتِها وستبدو أبلغَ من كلِّ دواويني وأنا في آخر صفٍ في القاعة لا ألقى أحداً فيك يُعَزِّيني»