أفصحت جمهورية سنغافورة عن خططها الإستراتيجية الرامية لاستغلال التوجه السعودي للانفتاح الأكبر في صناعة النفط والغاز ومعالجة وتكرير المنتجات النفطية وخاصة استغلال الفرص المتاحة في المشاريع السعودية العملاقة، وأبرزها مصفاتا أرامكو الجديدتان في الجبيل وينبع البالغ حجم استثماراتهما 81 مليار ريال (36 مليار ريال للأولى و45 مليارا للأخرى)، حيث يركز الصناعيون السنغافوريون على ما يقدمه المشروعان الضخمان من فرص استثمارية واعدة يمكن اغتنامها من قبل الشركات السنغافورية لتوفير خدمات صناعية مساندة ذات جودة وكفاءة. وكشف سفير جمهورية سنغافورة لدى المملكة ونج كوك بون لدى زيارته للهيئة الملكية بالجبيل منتصف الأسبوع الحالي عن مساعي بلاده لتعزيز استثماراتها في المملكة وخاصة عقب توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي وسنغافورة مؤخراً والتي صادقت عليها دول الإمارات وسلطنة عمان وقطر وستدخل حيز التنفيذ بعد تصديق الدول الثلاث الأخرى وحينئذ سوف تحظى الصادرات المحلية السنغافورية لدول التعاون الخليجي بميزة التجرد من التعريفة الجمركية مقارنة مع التعريفة المفروضة حالياً بنسبة 10٪ فقط، حيث سوف تستفيد عدة قطاعات رئيسة منها الاتصالات السلكية واللاسلكية، المعدات الكهربائية والإلكترونية، والبتروكيماويات، وصناعة المجوهرات والآلات والحديد والصلب. وتبوأت دول مجلس التعاون الخليجي منزلة تاسع أكبر شريك تجاري لسنغافورة في عام 2009، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية 37.5 مليار دولار، فيما تصاعد حجم التجارة الثنائية مع المملكة إلى 12.8 مليار دولار وهو الاستثمار الأكبر بين دول مجلس التعاون الخليجي تلتها الإمارات بمبلغ 11.6 بليون دولار. من جانبه رحب الدكتور مصلح بن حامد العتيبي الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل بالتواجد السنغافوري المتوقع مضاعفة حجمه بالجبيل الصناعية، مشدداً على دور الهيئة الملكية الأهم في استقطاب الاستثمارات الصناعية المنافسة على المستوى العالمي ذات الربحية الكبيرة والمؤثرة في دعم التنمية الصناعية بالمملكة، مؤكداً بأن حكومة المملكة قد فتحت الباب على مصراعيه لقيام صناعات قوية مشتركة في مختلف أصعدة الصناعات الأساسية والتحويلية والثقيلة والخفيفة، وكذلك في مجال الخدمات اللوجستية المساندة للمصانع والخدمات الهندسية والتقنية وغيرها، مشيراً إلى أن الهيئة الملكية قد أرست بنية تحتية وتجهيزات أساسية متكاملة لاستيعاب مختلف أنواع الصناعات البتروكيماوية والنفطية المكررة. واستطلع السفير السنغافوري عن كثب أبرز ملامح النهضة العمرانية والصناعية بالجبيل الصناعية في مركز كبار الزوار بالهيئة الملكية وجولته الميدانية التي شملت زيارة كلية الجبيل الصناعية والتقاءه بعدد من طلابها، حيث أبدى إعجاباً بتطور منظمة الكلية العلمية ومستوى خريجيها الذين يشكلون دعماً كبيراً للمصانع والشركات في مختلف التخصصات الفنية التقنية المتطورة. وفي ختام زيارته أبدى السفير إعجابه الكبير بما شاهده بالمدينة وما تحتويه من مصانع عملاقة وبنية تحتية هائلة تمثل بيئة خصبة ومناسبة للاستثمار، مبينا أن هذه الزيارة تأتي لتعزيز التعاون بين الجانبين وترجمة للعلاقات الطيبة بين المملكة وجمهورية سنغافورة.