شدد الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الثلاثاء على "ضرورة الاستمرار في تنسيق المواقف بين البلدين لمواجهة التحديات"، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وذكرت الوكالة ان الأسد استقبل الحريري وبحث معه العلاقات الثنائية حيث "جرى التأكيد على ضرورة الاستمرار في تنسيق المواقف بين البلدين لمواجهة التحديات التي تواجههما". وتناول اللقاء حسب الوكالة السورية "التطورات الايجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية واهمية البناء على ما تم تحقيقه خلال الفترة الماضية بما يمكن من تجاوز العقبات التي قد تحول دون التقدم المأمول في مسيرة العلاقات وبما يخدم مصالح الشعبين". وزار الحريري العاصمة السورية في 19 كانون الاول/ديسمبر 2009 للمرة الاولى منذ بدء حياته السياسية في 2005 اثر مقتل والده رفيق الحريري. وتابعت الوكالة ان اللقاء تطرق الى "آخر التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية" حيث اطلع الاسد من الحريري على "الجولة التى سيقوم بها الفترة القادمة والتى تشمل عددا من الدول العربية والاجنبية". وقال الرئيس الأسد في وقت سابق خلال استقباله وفدا من المشاركين في مؤتمر العروبة والمستقبل "سنستمع إليه (الحريري) والى ما تريده حكومته وسنساعد وسنكون إيجابيين"، لافتاً في الوقت نفسه الى ان الزيارات التي قام ويقوم بها بعض المسؤولين اللبنانيين الى سوريا انعكست إيجاباً على لبنان وأوجدت مناخاً إيجابياً. وعما إذا كانت زيارة الحريري ستساهم في إخراج العلاقة بينه وبين القيادة السورية من حالة المراوحة التي اتسمت بها مؤخراً، قال الاسد: في الاصل لم تكن هناك علاقة بيننا وبين الرئيس الحريري وهي حالياً في طور استكمال البناء. البعض كان يتوقع ان تتطور الامور بسرعة أكبر بعد الزيارة الاولى له الى سوريا، نحن لا نقيس الامور على هذا النحو أنتم في لبنان لديكم معايير خاصة للقياس، وهناك من يحاول ان يعكس تصوراته الخاصة او قراءته لما يجري في لبنان على العلاقة مع سوريا اما من جهتنا فإننا واقعيون في مقاربة العلاقة مع رئيس الحكومة وننظر اليها وفق رؤية وقواعد واضحة من دون أن نتجاهل ان البعض تضرر من العلاقة اللبنانية – السورية المتجددة وقُطع رزقه بفعل التحسن الذي طرأ عليها. وحول ما إذا كانت دمشق منزعجة من زيارة الحريري المرتقبة الى واشنطن، أجاب الأسد مستغرباً: منزعجون؟ بالتأكيد كلا. وشدّد على أن "الثابتة الأساسية لدينا هي أننا مع وحدة لبنان وعروبته، وما يُلفت انتباهي ان البعض في لبنان يقولون إنهم ليسوا عرباً بل هم فينيقيون، متجاهلين الحقيقة التاريخية القائلة إن الفينيقيين جاءوا الى هذا الساحل عبر هجرات من داخل الجزيرة العربية، أي انهم في المحصلة عرب". من ناحية اخرى بحث الرئيس بشار الأسد مع صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد بن حميد النعيمي حاكم إمارة عجمان في الإمارات العربية المتحدة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتوطيدها على المستويين السياسي والاقتصادي وضرورة تفعيل التبادل التجاري وتشجيع إقامة المشاريع المشتركة بين البلدين.