واجهت القوات التايلاندية مقاومة شديدة من المتظاهرين المناوئين للحكومة في بانكوك والعديد من الأقاليم الشمالية في البلاد امس، في الوقت الذي وصلت فيه حصيلة القتلى جراء الاشتباكات التي استمرت على مدار أربعة أيام بالعاصمة التايلاندية إلى 35 قتيلا. وقال مركز إيراوان لخدمات الطوارئ في بانكوك إن 244 شخصا آخرين أصيبوا بجروح في تلك الاشتباكات منذ مساء الخميس الماضي. وأثار إطلاق النار على الميجور جنرال خاتيا ساواسديبول (58 عاما)، المنشق عن الجيش التايلاندي وأحد قادة المتظاهرين، آخر جولة من أعمال العنف، وتوفي ساواسديبول الملقب ب"سيه داينج" (القائد الأحمر) صباح امس متأثرا بجروح أصيب بها في رأسه جراء إطلاق النار عليه. وكان قناص مجهول أطلق النار على خاتيا أثناء إجراء بعض الصحفيين مقابلة معه داخل موقع الاحتجاج المحصن بالمتاريس وسط العاصمة التايلاندية. ومن جانبه أعرب زعيم الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الديكتاتورية جاتوبورن برومبان عن تعازيه في الضحايا الذين سقطوا جراء الاشتباكات بعد الإعلان عن حصيلة القتلى ، داعيا أنصار الجبهة إلى الاحتشاد في معبد بوذي بالقرب من مقر الحكومة للإعراب عن تعازيهم في الضحايا. وقال كرايساك تشونهافان ، نائب زعيم الحزب الديمقراطي الحاكم ، إن معظم الجناح العسكري للحزب سقطوا بين القتلى. وأضاف "خاض سيه داينج صراعا عميقا مع قادة الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الديكتاتورية لبعض الوقت.. لكن (وفاته) لن تكون لها تأثيرا كبيرا على الوضع". وأوضح أن القوات شبه العسكرية التي تدربت على يد سيه داينج أطلقت أكثر من 20 قنبلة يدوية على الجنود في الأيام الماضية. جندي تايلندي يحرس تقاطعا للطرق احتله المعارضون للحكومة في بانكوك (أ ب) وأوضح قائلا: "صارت الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الديكتاتورية بدون قائد لقواتها شبه العسكرية، غير أنه لا يزال لديهم الكثير من الأنياب". وأكدت الشرطة أيضا أن ثلاث قنابل يدوية أطلقت على فندق دوسيت ثاني، المجاور لموقع الاحتجاج المحصن بالمتاريس، مساء الأحد، دون وقوع إصابات. وكانت تقارير إعلامية محلية ذكرت في وقت سابق أن القناص أطلق النار على خاتيا من إحدى غرف الفندق. وذكرت تقارير إعلامية محلية أخرى أن أحد أفراد القوات الجوية بين ستة أشخاص قتلوا في مناوشات مساء فجر أمس مع المتظاهرين الذين يعرفون باسم "أصحاب القمصان الحمر"، وهناك ضابط شرطة بين المصابين. وأغلقت بعض الإدارات الحكومية والمدارس امس، فيما توقفت خدمات القطارات المعلقة ومترو الأنفاق للنقل الجماعي في بانكوك. وبينما يركز الجيش التايلاندي حصاره على منطقة مساحتها ثلاثة كيلومترات مربعة حول موقع الاحتجاج الرئيسي، امتدت الاحتجاجات إلى مناطق أخرى، بينها أطراف حي كلونج توي العشوائي إلى الشرق من راتشابراسونج ودين داينج إلى الشمال من راتشابراسونج.