تشهد منطقة نجران ومحافظاتها هذه الأيام ازدحاما شديدا وتسابقا محموما على الأماكن السياحية بالمنطقة وخاصة الشعاب والأودية التي تحولت جميع أجزائها إلى ساحات خضراء مكونة غابات سندسية، تسحر الذي يشاهدها لأول مرة حيث عمت الخضرة أودية صيحان وحلال والجزم والسود والمليحة ومواعاه مما جعل جميع أبناء منطقة نجران يتجهون هذه الأيام لقضاء إجازاتهم الأسبوعية في هذه المواقع التي تميزت بالخضرة وتدفق المياه والجو الربيعي الذي شمل جميع أجزاء المنطقة. "الرياض" وقفت على بعض هذه الأماكن لترصد المناظر الخلابة حيث كانت بوادي حلال على بعد 160 كلم شمال غرب مدينة نجران، وتجولت في هذا الوادي الجميل حيث أصبحت أشجار السدر الظليلة عنوانه الدائم وينابيع وغدران المياه تجري بانسيابية بين الصخور الرسوبية بألوان صافية تشبه الزجاج في شفافيتها والجبال تكسوها الخضرة وزغردة الطيور وبحيرات المياه تملأ الوادي وتحافظ على مسمياتها القديمة التي عرفها الآباء والأجداد منذ القدم حيث عرفت بحيرة (القَنَدِلَّه) التي سقط فيها أكثر من أربعة أشخاص على فترات زمنية مختلفة كما يروي ذلك كبار السن بالمنطقة نظرا لعمق تلك البحيره ولضيق الطريق حيث يتوجب على من يسلك الوادي المرور بها أو بالقرب منها. كما يوجد بحيرة أخرى تتجمع فيها المياه وتسمى (غِشْيَان) وهذه المسميات ثابتة لدى أهالي الحرشف وفرع الجبل وهداده هذه القرية التي ينحدر منها وادي حلال ويصب في وادي حبونا بقرية المجمع حيث التقاء وادي بطي وصيحان، وللعودة بالحديث إلى هداده التي تسكنها عدة قبائل أكثرها تواجدا هناك قبيلة الشرمان هذه القبيلة التي اجتمع منها حوالي 40 رجلا في العام 1364ه قبل وصول المواصلات والطرق المعبدة إلى قريتهم ليحملوا ماكينة زراعية من نوع (بلاكستون) على ظهورهم عبر هذا الوادي وعبر سلسلة الجبال الشاهقة وبمسافة تزيد على 30 كلم من قرية الحرشف إلى قريتهم بهداده في صورة تدل على أقوى صور الترابط والنخوة والأخوة فيما بينهم، وشتان ما بين الأمس واليوم حيث تقف السيارات اليوم في كل مكان من هذا الوادي الجميل بفضل من الله ثم بفضل التطور السريع الذي تشهده المملكة في كل المجالات بينما بالأمس لا يصل إلى هذا المكان إلا عن طريق الجمال والدواب ليس لطلب النزهه كما نعيش اليوم بل لرعي الماشية وللصيد وللاحتطاب. الجبال الشاهقة تكسوها الخضرة