أجرى قائد الجيش الباكستاني الجنرال إشفاق برويز كياني لقاءات منفصلة مع كل من الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بهدف تبني موقف موحد حول المطالبة الأمريكية بشأن شن عمليات تمشيط في منطقة "وزيرستان الشمالية" والتي تهدف للقضاء على الطالبان الباكستانية وأعضاء تنظيم القاعدة. إلى جانب ذلك أطلع قائد الجيش الباكستاني كل من الرئيس ورئيس الوزراء عن آخر التطورات التي شهدتها العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الباكستاني في منطقة القبائل الباكستانية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستان وأفغانستان، حيث أكد بأن باكستان قد نجحت في التغلب على المليشيات الطالبانية في مناطق "وزيرستان الجنوبية" والتي تقف وراء موجة التوتر الأمني التي تمثلت في سلسلة الهجمات الانتحارية والتفجيرية التي شهدتها باكستان في الآونة الأخيرة. وحول قضية "فيصل شهزاد" الذي تم اعتقاله مؤخراً في الولاياتالمتحدةالأمريكية على خلفية محاولة تفجير في ساحة تايمز سكوير بنيويورك، والضغوط الأمريكية التي تبعت ذلك الحدث على الجانب الباكستاني بشأن إجراء عمليات عسكرية في منطقة "وزيرستان الشمالية"، تبنى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري موقفاً، وحسب جريدة "خبرين" الباكستانية الناطقة باللغة الأردية فقد أوضح زرداري بأن باكستان ستجري العمليات العسكرية حسب سياستها الداخلية، ولن تقبل أي إملاءات خارجية في هذا الشأن. هذا وكان قائد القوات الأمريكية بأفغانستان الجنرال (ماكريستال) قد التقى في 8 مايو الجاري مع قائد الجيش الباكستاني في إسلام آباد وحثه على التحرك لبدء هجوم عسكري على مليشيات (طالبان) وتنظيم (القاعدة) بمقاطعة وزيرستان الشمالية، والتقت السفيرة الأمريكية أيضاً بإسلام آباد (آن بترسن) مع الرئيس (زرداري) بعد محاولة التفجير الفاشلة، واستخدمت لهجة قوية كي تبلغه بضرورة التحرك بشكل أكثر حزما ضد المتشددين المتغلغلين في المجتمع الباكستاني. وأنه من المؤكد أن تتصاعد الضغوط الأمريكية على باكستان كي تتحرك ضد المعقل الرئيسي المتبقي للمسلحين على الحدود الأفغانية، فضغوط الولاياتالمتحدة لبدء عمليات في شمال وزيرستان كانت قائمة، وبعد حادث ساحة تايمز سكوير الذي شهدت نيويورك زادت تلك الضغوط.