واصلت الندوة العلمية لتاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز التي تنظمها دارة الملك عبدالعزيز بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات جلساتها في اليوم الثاني والأخير لها، حيث انطلقت الجلسة الخامسة صباح أمس وترأس أعمالها الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم العمري عضو المجلس البلدي بمدينة الرياض، وقد تركزت هذه الجلسة على جهود الملك خالد – رحمه الله – في خدمة الدين الإسلامي وجهوده الدعوية اللافتة والتي امتدت لأقاصي وأصقاع العالم الإسلامي والتي سجلت تاريخاً ناصعاً حيث امتدت يده السخيّة الندية بعطاء جزل ونادر لا يستكثر على عمل الخير شيئاً وإن كثر يرفده عقل نابض بالخير وحب الدين وخدمته منطلقاً في اعماله تلك من خطط اتسمت بالرؤية الشمولية الواضحة، والمُلمّة بحقائق الإسلام وأهدافه، محيطة بآمال المسلمين وآلامهم؛ وسعى رحمه الله الى تنفيذها بإيمانه الصادق، وحكمته البالغة، وهمّته العالية وعزمه الذي لا يلين؛ منطلقاً من يقينه وقناعته بأن خدمة الإسلام والمسلمين هي مسؤولية بلاده الأساسية التي شرفت بها منذ تأسيسها الجلسة الأولى افتتحت بورقة علمية شارك بها في الندوة الأستاذ الدكتور عبداللطيف بن عبدالله بن دهيش الأستاذ بقسم الدراسات العليا التاريخية والحضارية بجامعة أم القرى بمكةالمكرمة (إنجازات الملك خالد بن عبدالعزيز في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة) وتناول الدكتور ابن دهيش خلالها أعمال الملك خالد بن عبدالعزيز المعمارية في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة واهتمامه بذلك بالغ الاهتمام أسوة بأسلافه من الملوك، وتطرقت ورقة العمل بالتفصيل إلى أعمال جلالته في الحرم المكي الشريف مثل أمره بعمل باب جديد للكعبة المشرفة، وباب آخر للسلم المؤدي إلى سطح الكعبة من الذهب، وأعماله المعمارية رحمه الله في توسيع الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة مثل أمره رحمه الله سنة 1397ه بتقدير أثمان الدور والمتاجر الواقعة في الناحية الجنوبية الغربية من المسجد النبوي وضمها إلى المسجد، ثم تناول الباحث المشروعات التطويرية التي اعتمدها الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله مثل أمره سنة 1395ه بالموافقة على مشروع تطوير منطقة منى. الأمير تركي الفيصل وحول الجهود التي قدمتها حكومة المملكة العربية السعودية لخدمة الأقليات الإسلامية في إطار ما قدمته للمسلمين في بقاع العالم المختلفة، قدم عقب ذلك الدكتور كرم حلمي فرحات ورقته العلمية (جهود الملك خالد بن عبدالعزيز في دعم الأقليات المسلمة في العالم) استعرض فيها الباحث من جامعة الزقازيق بمصر صور الدعم الدعوي والمادي والإغاثي الذي قدمه الملك خالد بن عبدالعزيز لتلك الأقليات التي تمثل ثلث سكان العالم الإسلامي مثل بناء المساجد والمراكز الإسلامية والمعاهد العلمية وإمداد هذه الأقليات بالمصاحف وكتب التفسير والحديث والفقه وغيرها من الكتب الإسلامية، وبعث العلماء والدعاة والأئمة إليها، وتنظيم الندوات والملتقيات الثقافية والمؤتمرات لمناقشة مشكلاتها ونجدتها وإغاثتها، وفي المبحث الرابع والأخير من الورقة قدم الباحث موجزاً عن دعم الحكومة السعودية في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز للمنظمات الإسلامية الموجودة في المملكة مثل منظمة المؤتمر الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي ، والندوة العالمية للشباب الإسلامي ضمن جهود المملكة لتعزيز مكانة الأقلية الإسلامية ضمن العالم الإسلامي ومساندتها بالوسائل كافة. خمس أوراق عمل ترصد عطاء الملك خالد الخيري وسخاء يده التي لا تعرف الكلل ثم قدمت الدكتورة منيرة بنت داود العلي الأستاذة بقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض ورقة علمية عامة عن خدمة الملك خالد بن عبدالعزيز للدعوة الإسلامية ومساندة قضايا المسلمين تحت عنوان ( الملك خالد بن عبدالعزيز وخدمة الإسلام والمسلمين ) من خلال إنشاءات جديدة لمؤسسات ولجان عملت لخدمة قضايا الإسلام المختلفة ورأب الصدع بين دول العالم الإسلامي وحل المشكلات الطارئة بينها، ومن ذلك ترؤسه رحمه الله لمؤتمر القمة الإسلامي الثالث في مكةالمكرمة الذي كان من ثمراته وقف حرب العراق وإيران، وتشكيل لجنة القدس والمهام التي اضطلعت بها لخدمة الحق الفلسطيني، وإنشاء البنك الإسلامي للتنمية لدعم البنى التحتية في الدول الإسلامية الفقيرة عن طريق القروض الحسنة. جانب من حضور الجلسات وفي نفس المحور تحدث الأستاذ محمد بن حسين الموجان القاضي في المحكمة الجزئية بجدة في بحث بعنوان ( الكعبة المشرفة عمارة وكسوة في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز) عن الاهتمام الكبير من الملك خالد بن عبدالعزيز بالكعبة المشرفة قبلة المسلمين بكسوتها وعمارتها، ووثق الباحث الأعمال التي قام بها جلالته رحمه الله منذ قراره الملكي باستبدال الدرج الخشبي داخل بناء الكعبة الذي مضى عليه زمن طويل بدرج جديد إلى أن أُنجز إنشاء مصنع الكسوة الجديد الذي أمر به الملك فيصل بن عبدالعزيز من قبل، مروراً بأمر جلالته بصناعة باب من الذهب للكعبة المشرفة. وفي الورقة الأخيرة من هذه الجلسة تناول الأستاذ زهير بن عبدالله الشهري الرعاية المتواصلة للحرمين الشريفين من قبل الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله فذكر بالأرقام والوصف توسعة الحرم المكي الشريف والمنطقة المحيطة به واكتمال التوسعتين الأولى والثانية عام 1396ه ( 1976م) إلى جانب توسعة المطاف وتبليطه برخام بارد مقاوم للحرارة ، كما تطرق الأستاذ زهير الشهري طالب الدكتوراه في التاريخ الحديث بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض إلى عمارة المسجد النبوي الشريف ثاني الحرمين الشريفين والأعمال التي أنجزت في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز ومنها شراء أرض السوق المحيطة به وضمها إليه للتيسير على ضيوف الحرم النبوي ، وتناول البحث ما أنجز من الإدارات والخدمات العامة في الحرمين الشريفين ومنها : متابعة نشأة الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين عام 1397ه ، إدارة سقيا زمزم ، خدمات نقل الحجاج والزوار، وغيرها من الخدمات المهمة المقدمة للحجاج وأثرها في التيسير والتسهيل للحجاج والمعتمرين وزوار المسجد النبوي ودورها في رفع درجة كفاءة إدارة موسم الحج.