كشفت مصادر مطلعة في السودان أن الادارة الاميركية شرعت في اتخاذ خطوات عملية لرفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في الخرطوم الى درجة سفير، بعد ان ظل في مستوى قائم بالأعمال منذ 1996م، كما تعتزم اجراء حوار جدي مع الحكومة في شأن ملفي مستقبل الجنوب الذي يحدده استفتاء يناير 2011، وتسوية ازمة دارفور، ما يمكن ان يقود الى رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية التي ظلت تفرضها الولاياتالمتحدة على السودان منذ أكثر من 13 عاما حسب خطة صاغها خبراء أميركيون. وقالت مصادر سياسية إن هناك مؤشرات قوية على رغبة واشنطن في رفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في الخرطوم، أبرزها نقل مقر السفارة من الخرطوم غرب الى سوبا في مبنى ضخم يحوي اجنحة مختلفة ، كما عادت قوة من المارينز الى السودان، سحبت مباشرة منذ مغادرة آخر سفير لها هو تيموني كارني، الذي خفضت بعده واشنطن مستوى تمثيلها الى قائم بالاعمال وهو المنصب الذي تعاقب عليه عشرة دبلوماسيين آخرهم وايتهيد. وأفادت المصادر أن الولاياتالمتحدة زادت عدد العاملين في سفارتها في الخرطوم من دبلوماسيين وموظفين في المجالات المختلفة وخصوصا في الجوانب السياسية والمعونات مما يعكس رغبتها في الاهتمام بالسودان الفترة المقبلة. وأضافت المصادر أن الادارة الاميركية ابلغت الخرطوم عبر المبعوث الرئاسي سكوت غرايشن رغبتها وحرصها على اجراء حوار جدي معمق في شأن ملفين هما مستقبل الجنوب وتسوية أزمة دارفور، كما أطلعتها على أفكار ومقترحات حول ترتيبات لضمان استقلال سلس وهادىء في حال اختار الجنوب خيار الانفصال، تستند على علاقة جيدة بين الشمال والدولة الوليدة تربطهما مصالح مشتركة، حيث تستفيد دولة الجنوب من البنيات الحالية في تصدير النفط واستخدام الاتصالات والموانىء والنقل "السكة الحديد". ونبهت الى انه في حال احرز الحوار بين الخرطوموواشنطن تقدما فإن الولاياتالمتحدة سترفع العقوبات الاقتصادية التي تفرضها على السودان من جانب واحد تدريجيا.