قال المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة إن العروبة ليست منظومة ايديولوجية ولا منظومة فكرية سياسية بل هي ثقافة وطنية قومية تشكل أساسا لوحدة الشعب في كل دولة عربية لوحدة الدولة. وأكد في محاضرة له بمدينة الشارقة بدولة الامارات حملت عنوان "نحو مشروع عربي ديمقراطي"، سلطت الضوء على أهم التحديات التي تواجه المجتمع العربي ومشروع النهضة ومعوقاته، أنه لا يمكن الحديث عن مشروع عربي بمفهوم الحنين للماضي حيث يجب الأخذ بعين الاعتبار تغيير مفهوم ووظيفة الوحدة العربية، والتجرد من الخيبات والمرارات والاحباطات التي عصفت بالأمة، حيث إن العروبة ليست منظومة إيديولوجية ولا منظومة فكرية سياسية بل هي ثقافة وطنية قومية. وأكد أنه لا بديل عن الهوية العربية داخل الدولة القطرية وفي العلاقة بين الشعوب العربية. وأوضح أن غياب نظام المواطنة القائم على الحقوق والواجبات يستدعي وجود أجندة وطنية ديمقراطية لمجابهة الفساد والفجوة الطبقية وتآكل الطبقة الوسطى، فضلاً عن ديمومة الاستبداد السياسي، مؤكدا كذلك أن القضية الفلسطينية قضية عربية كما جميع الأراضي العربية المحتلة. وقال إن المقاومة عبارة عن فعل تحرري للارادة السياسية وهي أحد أهم المؤشرات للارادة الحقيقية للأمة في وجه الاستبداد المحلي والاستعمار على حد سواء، حيث تسهم في تحرير الارض العربية المحتلة على رغم عدم قدرتها على هزيمة (إسرائيل) كلياً. وأضاف أن تكون عربيا فذلك يعني أن تعرف نفسك كعربي في فضاء الانتماءات السياسية، فالقومية العربية ليست إيديولوجية شاملة، بل هي انتماء ثقافي يدعي فيه العروبي أنه أصلح من الطائفة ومن العشيرة لتنظيم المجتمع الحديث في كيان سياسي. وقال: إن المشروع العربي الديمقراطي لا يعني جعل الانتماء للقومية أساس المواطنة، بل يعني أن العروبة أساس حق تقرير المصير وبناء الدولة، حيث لا بد من الفصل بين المواطنة والاصل الإثني أو الديني أو القومي، لتقوم بذلك الدولة على أساس قومي يتلخص بتسييس الانتماء الثقافي، وعلى حق تقرير المصير، على اعتبار أن الاخذ بالقومية كأساس لبناء الدولة يعتبر أمراً طبيعياً في الدول غير الاستيطانية.