في معظم مجالات الحياة المختلفة.. التعليم، الصحة، الهندسة وغيرها، من منا لم ير ذلك الشخص الذي يستغل أوقات الراحة ليتنحى جانباً ويشعل سيجارته حيث يعتقد كثير من الناس أن الأشخاص المكتئبين يلجؤون للتدخين للحصول على مزاج أفضل، لكن الواقع مؤلم حقاً حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن التدخين الذي يعد السبب الرئيس في القضايا الصحية المختلفة يسبب الاكتئاب أيضاً، ولا نقصد بالاكتئاب حالة حزن عابرة أو ضيق مؤقت فدرجات الاكتئاب تراوح من عسر المزاج إلى الاكتئاب الشديد الذي يصاحبه نوع من الأعراض الذهانية. ويعد الاكتئاب أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً ويصنف من ضمن الاضطرابات التي تتسم بخلل في المزاج والتي تظهر على شكل شعور بالحزن والضيق بلا مبرر إضافة للنقص الواضح في شهية الطعام، والأرق، والشعور بالتوتر والخمول، ولوم النفس، وعدم القدرة على التركيز، وانخفاض الأداء المهني والاجتماعي، وفي الحالات الشديدة التفكير المتكرر بالموت، ومن أهم الدراسات التي أثبت وجود علاقة قوية بين التدخين والاكتئاب: • دراسة أجريت بين عام 1995 و1996 عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن الأشخاص الذين يبدؤون التدخين في سن مبكرة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بحوالي 4 مرات من أقرانهم من غير المدخنين، كما وجدوا علاقة قوية بين التدخين والميول الانتحارية لدى المراهقين، والمزاج الاكتئابي لدى البالغين. • كما أن علماء من جامعة نافارا وآخرون من جامعة لاس بالماس دي غران كناريا ومدرسة الصحة العامة بجامعة هارفارد في بوسطن وجدوا رابطا مباشرا بين التدخين والإصابة بالاكتئاب، وقد ذكر مؤلف الدراسة المودينا سانشيز فيليغاس ان الدراسة التي أجريت في عام 2008 استندت إلى بحث استمر ست سنوات على 8556 متخرجا جامعيا معدل عمر الواحد منهم 42 عاما، وخلصت النتائج إلى أن الإصابة بالاكتئاب لدى المدخنين تزيد بنسبة 41% عن غير المدخنين. • وكشف نظام هنري فورد الصحي أن الشخص الذي يدخن يومياً لمدة شهر أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمعدل مرتين من غير المدخن. • وبينت دراسة أفريقية أجريت في عام 2008 أن حوالي 70% من المدخنين الذكور و80% من المدخنين الإناث كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الشديد من غيرهم من غير المدخنين، وأن 30% من المدخنين ظهرت عليهم أحد أعراض الاكتئاب. • وفي فبراير من عام 2008 دراسة أجريت بجامعة هلسنكي بفنلندا، أنه على الرغم من أن النيكوتين المسبب للإدمان والموجود في السجائر له بعض الخصائص المنعشة للحالة المزاجية، إلا أنه على المدى البعيد يلعب الدور الأساسي في الإصابة بالأعراض الاكتئابية. وأخيراً وجه أستاذ علم النفس كارلوس بولانوس رسالة للشباب يحذرهم من مجرد التفكير في التدخين، إذ إن «لحظات من المتعة تكلفهم حزنا واكتئابا مدى الحياة». هذا بالطبع غير المشكلات الصحية الأخرى المتعددة ودامت حياتكم بلا تدخين. * برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة