هكذا نحن لا يمكن ان نتقبل أخطاء أبنائنا الحكام سواء كانت صغيرة أو كبيرة. كما انه في قلوبنا غل لكل ما هو وطني وتمارس كل أساليب التعبير الخاطئ بالأقوال الجارحة التي تخرج عن إطار النقد الذي يأتي من باب التعريف بالأخطاء الواقعة في ميدان اللعب وكحق مشروع لكل من هو مرتبط بالهياكل الإدارية والفنية التي لها علاقة بذلك اللقاء. ولأننا تعودنا بالصفح والعفو عن أخطاء الحكام الأجانب في ظاهرة غريبة تجلت في عدم توجيه السهام القاتلة التي دأب عليها البعض بعد كل مباراة يقودها حكم وطني مع كامل قناعتي الذاتية ان الحكام (المستوردين) تحصل منهم أخطاء (كوارثية) لو اطلع عليها اتحاد ذلك الحكم يطبق عليه وبحقه عقوبات رادعة لتلك الخروقات القانونية وخاصة في ضعف العقوبات (الفنية والإدارية) التي لو جاءت تلك القرارات من حكم وطني لربما تم ايقافه أو شطبه ناهيك عن تلك المكافآت الضخمة التي يحصلون عليها. ما دعاني لهذه المقدمة هي المباراة التي قادها حكمنا الدولي خليل جلال بين النصر والهلال الأخيرة والتي انتهت نتيجتها إلى ما آلت إليه بخمسة أهداف للهلال مقابل ثلاثة للنصر وتلك التصريحات التي صاحبت ذلك اللقاء قبل وأثناء وبعد المباراة بأساليب ولهجات مختلفة قد لا تمت للحقيقة بشيء من الواقعية رغم معرفتي ان هناك أخطاء وقعت من (خليل) وهي أخطاء طبيعية تحصل وحصلت من كل النقاد الذين مارسوا مهنة التحكيم والذين هم الآن يتفرغون في تلك الصالات المكيفة ويتناولون مختلف أنواع العصيرات ويعيدون اللقطة أكثر من مرة ورغم ذلك يختلفون في الرأي القانوني بينما الحكم يعطي قراراه في برهة من الزمن. انه كان على الجميع تحمل تلك الأخطاء (البديهية) التي وقع فيها حكمنا خليل جلال سيما انه سوف يمثلنا في المونديال العالمي في جنوب أفريقيا وندعو له بالتوفيق في هذه المهمة التي يمثل فيها الوطن كثالث حكم سعودي وأعتقد انه لم تحصل عليه أكثر الدول العربية. ان الذين يدركون صعوبة مهمة الحكم هم فقط الذين مارسوا التحكيم ميدانياً وكانوا ناجحين وعندما كنا نحكم لأكثر من عشرين سنة قد وقعنا في أخطاء صغيرة وكبيرة لحسن حظنا انه لم تكن توجد كمرات ولا قنوات فضائية ولا إعلام رياضي بهذه الكثافة واولئك المراسلين (الملاقيف) في كل المناسبات. أتمنى من الزميل خليل ان تكون قراراته صحيحة في أكثر الحالات وألا تكون متباينة ومختلفة لأنه سوف يخضع لتقييم دقيق مرة أخرى.. موفق إن شاء الله وان ترفع رؤوسنا في هذا المحفل العالمي وإلى الأمام. قال الشاعر: إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه *أستاذ محاضر في قانون كرة القدم