ضعف الشهية * السلام عليكم ورحمة الله وبر كاته.. ابني عمره 8 سنوات وألاحظ انه نحيف مقارنة بالاطفال في مثل سنه، وليس لديه شهية للاكل ما عدا «التشبس» والمشروبات الغازية التي حاولت قدر الامكان ان امنعه منها ولكن دون فائدة. هل هناك فيتامينات معينة يمكن ان يستعملها لزيادة شهيته للاكل وزيادة بنية جسمه.. وشكرا لكم. - هذه الشكوى تتكرر باستمرار من اهالي الاطفال ومعظم الاطفال الذين يعانون صعوبة كسب الوزن كانت باسباب سوء نوعية التغذية التي يتلقاها اطفالهم.. ومن ذلك استعمال المشروبات الغازية وغيرها من المواد التي تحتوي على صبغات ونكهات صناعية وهذا الموضوع سبق ان تطرقنا اليه في عدد سابق، وبينا الاضرار الجانبية التي قد تظهر على الطفل مع الاستعمال المستمر لتلك المشروبات، فضلا على انها تمنع الطفل من تلقي المواد الغذائية الاساسية التي يحتاجها الجسم وهو في طور النمو.. فعند اعطاء الطفل أيا من تلك المواد التي تسد جوعه ولا يستفيد منها الجسم فهذا هو السبب الاكبر لان لا يكون لدى الطفل شهية لتناول وجبة الافطار، أو الغداء مع عائلته ويتحمل الدور الاكبر في ذلك اهل الطفل، وانا بذلك لا ألومهم ولكن لايضاح ان والدي الطفل لو لم يوفروا لابنائهم تلك المشروبات والمكسرات التي تضر الطفل اكثر مما تنفعه لبحث الطفل عن الاكل بل وتناول ما يقدمه له الاهل من مواد غذائية مفيدة، ولكن عاطفة الامومة أو الابوة تحول احيانا دون ذلك، فيقومون بتوفير تلك المشروبات الغازية في المنزل واعطاء الفرصة لاطفالهم لتناولها، متى شاؤوا أو انهم يضعون المال بين ايديهم ليشتري الطفل ما يريد. في رأيي ان الطفل في مثل هذه الحالة لا يحتاج الى أي فيتامينات مصنعة بل يمكنه تناول الفيتامينات وغيرها من المواد الغذائية، من مصادرها الطبيعية. في بعض الحالات التي يكون فيها عدم كسب الوزن للطفل ناتج عن مرض مزمن، حيث يلزم في هذه الحالة عمل بعض الفحوصات التي تستبعد مشاكل في الامتصاص مثل مرض السيلياك، حيث تتأثر الأهداب الخاصة بالامتصاص، والمغلفة للامعاء، أو قد يترافق مع مرض مزمن في أي عضو من اعضاء الجسم، وهذا يتضح من الكشف السريري للطفل وتحديد السبب الرئيس لعدم كسب الوزن والنمو الطبيعي. طفلتي وتناول التراب * ابنتي عمرها 4 سنوات، وتعاني من حالة غريبة جدا، حيث اني في كثير من الاحيان اراها تميل الى وضع كل ما يصل بين يديها سواء تراب أو حجارة صغيرة، أو غير ذلك وقد عرضتها على الطبيب، وبعد عمل الفحوصات المبدئية لها تبين انها ايضا تعاني فقر الدم، والسبب هو تناولها لكل ما يقع بين يديها، كما اني قلقة من ناحية نموها ووزنها حيث ألاحظها اقل من الاطفال الذين هم في سنها، مع ان شهيتها للاكل لا بأس بها، وليس لديها ولله الحمد أي امراض اخرى، كما انها ذكية، وقد حاولت معها بشتى الطرائق لابعادها عن تلك العادة ولم تتركها، فقد ضربتها وعاقبتها مرات عديدة، وفي مرات وعدتها بمكافأة، اذا تركت تلك العادة ولكن للاسف دون نتيجة.. سؤالي يا دكتور هل هذا يشكل مرضا معينا ام انه تصرف يمكن ان يختفي فيما بعد، وهل ضعف وزنها ونموها هو بسبب تلك المشكلة كما اتمنى ان ترشدني للحل المناسب، وهل تحتاج الى بدء علاج الحديد، وجزاكم الله خيرا.؟ - عندما يصبح الطفل قادرا على المشي وذلك في المتوسط عند عمر سنة، فانه يكون شغوفا الى التعرف الى ما حوله، وكثير من الاطفال في هذه المرحلة وما قبلها يحاول وضع كل ما يصل في يده تجاه فمه، وهو انعكاس طبيعي وجزء من تطور ونمو الطفل الطبيعي، ولكن يحدث في بعض الحالات ان يكتشف الاهل لجوء الطفل الى تناول مواد غير مأكولة كالحجارة الصغيرة، التراب، الصابون وغيره وتحدث هذه الظاهرة غير الطبيعية عادة في الاطفال الاكبر سنا، والذين لديهم بعض انواع الاعاقة وخاصة الفكرية. وقد تترافق تلك الظاهرة مع مرض التوحد. قد ينتج عن ذلك مشاكل صحية خطيرة نتيجة تسمم الطفل ببعض المركبات الكيميائية، ومن ذلك التسمم بالرصاص نتيجة تناول بعض الدهانات الذي قد يؤدي بالتالي الى فقر الدم، الالتهابات الفطرية ، ضرر الاسنان عند تناول تلك المواد الصلبة ومن ثم احداث اذية للجهاز الهضمي وقد يتلو ذلك، مغص شديد بسبب انسداد في الامعاء، وقد ينتج ثقب للامعاء في حالة بلع اجسام حادة وصلبة، لم يتم التعرف إلى الاسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة، ولكن هناك عوامل مجتمعة عند وجودها فقد تساعد على ظهورها لدى الطفل، ومنها الاعاقة العقلية ، ضعف التغذية، نقص بعض الاملاح والعناصر المعدنية الضرورية للجسم ومنها عنصر الحديد والزنك، التوحد ، اهمال الاهل وغيرها.. ومن حسن الحظ ان ذلك العرض لا يستمر طويلا فهو يتلاشى عند تقدم سن الطفل، وقد لوحظ ايضا ان تناول المواد غير الغذائية عند الاطفال يختفي عند تزويد الغذاء بعنصر الحديد والزنك، حيث افادت بعض الدراسات ان تلك الاعراض توقفت عند الاطفال المصابين عند رفع مستويات الحديد والزنك في غذائهم. هذه الظاهرة ليست مقتصرة على جنس معين فقد تحدث عند الذكور أو الاناث، لتاكيد التشخيص يجب ان تستمر تلك الظاهرة مع الطفل على الاقل لمدة شهر، ولمعالجة تلك الظاهرة يجب عمل فحوصات للدم والتأكد من عدم وجود فقر دم؛ بسبب نقص الحديد، التغذية الجيدة ، التعليم والتدريب للطفل أو العلاج السلوكي.