في البدء دعونا نُقرر حقيقة ننطلق منها للحديث حول موضوع اليوم ونسأل :هل أصبح العُنف نمطاً سلوكياً نُمارسه بوعي أو دون وعي مِنّا ، بمعنى هل اصطبغت فعلاً حياتنا بالعنف ؟؟ أعتقد بصعوبة الحُكم سواء بالسلب أو الإيجاب عن هذا السؤال لاسيّما والدراسات المتعمّقة حول هذا الموضوع قد تكون شحيحة جداً ولكن من يدقق جيداً في حِراك الناس اليوم وخصوصاً بعض الشباب منهم يلحظ اتجاهاً للعنف في معظم سلوكياتهم لهذا لا يُستغرب تورطهم في العمليات الإرهابية وإقبالهم بشغف على الانخراط فيما يسمونه كذباً بالجهاد. كادت لُغة التخاطب المهذبة واللينة بين الناس أن تختفي وتحل محلها لغة جافة عنيفة قد تُشعل فتيل الملاسنة ومن ثم المشاجرة فالاعتداء ، ورغم الدعوة الى الحوار العقلاني كقيمة أخلاقية مهمّة والترغيب فيه إلا أن استخدام اليد قبل اللسان هو سيد الموقف لدرجة أصبح صوت الرصاص الكريه أمراً شائعاً لا يستغربه المجتمع بل وصل العنف في بعض حالاته الى درجة قتل الابن لأبيه أو الأب لبناته هذا غير تعذيب النساء والأطفال والتنكيل بهم والتعامل العنيف مع الخدم والعاملات في المنازل فلماذا هذا العنف في مجتمع بسيط التكوين ريفيّ السمات يُفترض في أفراده التسامح وإجلال مكارم الأخلاق ؟؟ تُشير باربرا ويتمر مؤلّفة كتاب " الأنماط الثقافيّة للعنف " والذي ينصح كاتب هذه السطور المهتمين بالموضوع قراءته وهو من منشورات سلسلة عالم المعرفة الكويتيّة أقول تُشير المؤلفة الى أن هناك إدماناً على التكنولوجيا ،بطل المحاكاة مثل الإدمان على العنف وأن علينا تنظيف آثار/نفاية الصدمة السامّة التي دمّرت تفاعلاتنا البدنية مع الذات والآخر والعالم بالعزلة والشك والاستغلال ولهذا يستلزم التحول من العنف الى الاحترام وإعادة تقويم شاملة للعلاقة ضمن الثقافة حيث العنف عبارة عن استجابة سلوكيه قابلة للترويض. إن نتاج ترك صغارنا يدمنون على الألعاب الالكترونية مثل البلاي ستيشن وأخواتها التي تُحبب القتال والانتصار المزيف وقهر الخصوم بما في ذلك من تدمير واستخدام أسلحة الفتك التشبيهية والسرعة الجنونية ناتجها استسهال تطبيق تلك الأنماط على أرض الواقع وهذا في اعتقادي أحد أسباب ترعرع العنف في المجتمع السعودي، فاحذروا من إدمان صغاركم على تلك الألعاب وتبنيهم ثقافة العُنف.