دخل الفن من بوابة المسرح وخاض أول تجربة تلفزيونية في مسلسل (خزنة) ليجد نفسه اليوم، متورطاً في مغامرة سينمائية أولى، فازت أخيراً بجائزة أفضل فيلم روائي قصير في مهرجان الخليج السينمائي.. الممثل السعودي ابراهيم الحساوي، أو "عايش" حسب شخصيته في الفيلم الفائز، يتحدث حول محطات من حياته ل"الرياض"، مبتدئاً من النهاية، ومعلقاً: هذه أول مرة أشارك في فيلم سينمائي، ولم أتوقع الفوز قبل دخول المهرجان، إلا أنني مع مشاهدة الأفلام وجدت أن فيلم "عايش" للمخرج عبدالله آل عياف، سوف ينافس على المركز الأول, وأعتقد أن الجمهور كان متيقناً من ذلك، نظراً للتفاعل والتصفيق الحار بُعيد العرض. مضيفاً: ثمة فيلم آخر منافس وهو "القندرجي" للمخرجة عهد كامل، إلا أن "عايش" يبقى مختلفاً على مستوى الموضوع والحساسية السردية السينمائية. الفيلم يصور مقطعاً مفصلياً وانعطافة شاعرية في حياة رجل أمن "سيكورتي" بائس، يعمل في مستشفى حارساً لثلاجة موتى، يطلب منه في أحد الأيام أن يسدّ مكان زميله الغائب والذي يعمل في قسم حضانة الأطفال في المستشفى، لتفتح عيني البطل على الحياة من خلال منطق الأمل بدل منطق النهاية والموت. ولأن ابراهيم الحساوي قادم من المسرح والتلفزيون إلا أن أداءه في الفيلم كان سينمائياً محضاً فاجأ الحضور. عبدالله آل عياف وعن فكرة العمل مع الشباب السينمائيين، يقول الفنان السعودي: "لم أطلب أي أجر على دوري في الفيلم، إيماناً ودعماً للشباب السينمائي السعودي الموهوب، ولأني مؤمن أيضاً بأنهم يقومون بعملهم بصدق". مشيراً إلى أن المخرج آل عياف عرض عليه أجراً مادياً إلا أنه رفض. مؤكداً أن النجاح كان أعظم أجر للفيلم الذي استغرق التحضير له "10" أشهر هي مدة ورشة عمل السيناريو والتحضير في عدة لقاءات أثمرت عن "عايش" الذي صور خلال أربعة أيام متواصلة دون توقف لتنتج فيلماً مدته "28" دقيقة. أما عن "عقدة" غياب السينما ومفارقة حصول الأفلام السعودية على الجوائز، يعلق الحساوي قائلاً: لأنه لا يوجد سينما فإن هذا يجعلك تنحت في الصخر حتى تصنع ما هو مغاير ومتفوق على الآخرين. مؤكداً أنه فرحٌ بهذه التجربة "لقد وجدت نفسي في السينما ومستعدٌ لأن أكررها ثانية". مسرح وتلفزيون ويرى البعض أن التعاطي الجاد للحساوي مع المسرح أفاد كثيراً تجربته الدرامية على مستوى إعداد الممثل والتحكم في تقنياته، الأمر الذي انعكس فنياً على عمله في (التلفزيون والسينما)، دون أن يختلط الأداء بين هذه الفنون الثلاثة؛ حيث يرى الناقد أثير السادة أن انخراط الحساوي المبكر في مسرح الصواري بقيادة المخرج البحريني عبدالله السعداوي، كان له الأثر البالغ في بناء الوعي المسرحي الحديث عند الحساوي، متذكراً شخصيته في مسرحية (اسكوريال 1993)، علماً أن بدايات الحساوي كانت مسرحية من خلال مسرح نادي العدالة في الأحساء عام 1980. أما على المستوى التلفزيوني فقد كان دخول إبراهيم الحساوي إلى (استديو الدمام) محطة أخرى في حياته، وربما كان الحظ حليفه عندما ظهر في أول عمل تلفزيوني لاقى رواجاً شعبياً وهو مسلسل (خزنة) إلا أنه سوف ينتظر سنوات أخرى حتى يظهر في السلسلة الكوميدية (طاش ما طاش) والتي ساهمت بلاشك في التعريف به على مستوى أكبر وصولاً إلى مشاركات درامية عربية وخليجية، آخرها العمل التلفزيوني الذي انتهى من تصويره أخيراً، وهو مسلسل (على موتها أغني).. وحول هذا العمل يقول الحساوي: أجسد شخصية جديدة عن كل ما قدمت، وهي شخصية ماركسي خليجي يتبنى أفكاراً يرفضها المجتمع، الأمر الذي يوقعه في عزلة، من خلالها يتعرف على وافد عربي يقع في حب فتاة خليجية. وتتوالى الأحداث في إطار درامي وعبر شخصية يصفها الحساوي بالعميقة. عايش