بمناسبة الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يعود سيف مؤسس الدولة السعودية الثانية الإمام تركي بن عبدالله ، الذي يلقب سيفه ب" الأجرب" ، إلى يد خادم الحرمين الملك عبدالله بعد ان بقي هناك في البحرين حوالي 150 سنة . حين يسلمه اليوم عاهل البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة بمناسبة الزيارة الملكية. فما قصة هذا السيف . تقول القصة ان الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود قام بمحاولة إعادة الدولة السعودية بعد سقوطها عام 1233ه فعمل جاهداً على التصدي للمحتل العثماني وتحقق حلمه بعد المقاومة الباسلة خصوصاً ما بين فترة عام 1236ه حتى تم له دخول الرياض في عام 1239ه. كان سيف الإمام تركي هو داعمه الكبير كون الشجاعة ومحركاتها تحتاج إلى أداة فكان السيف هو الرفيق والجامع.. فكان سيفه معيناً له في الكفاح ورفيق دربه في الخلاص من التسلط فاتخذ له اسماً وسماه " الأجرب" وقد أشار إلى اسمه في قصيدته التي بعثها إلى مشاري بن سعود عندما كان مشاري في سجن العثمانيين في مصر فقال في مطلعها : طار الكرى من موق عيني وفرا وفزيت من نومي طرالي طواري ثم قوله : وما سلت عمن قال لي ما تدرا حطيت الأجرب لي صديق مباري ولعل اطلاق الامام تركي هذا الاسم للسيف مأخوذ من جراب السيف وهو وعاؤه وقرابه الضخم وفيه يوضع . قال الراعي النميري: وعلى الشمائل أن يهاج بنا جربان كل مهند عضب وربما شبهه الامام تركي بمرض الجرب كون من يقع عليه الضرب به يقتله كناية عن فتكه وتدميره . واستشهد الامام تركي بن عبدالله في مسجد الرياض الكبير في اواخر عام 1249ه في أواخر ذي الحجة من عام 1249ه ،وانتقل السيف إلى ابنه الإمام فيصل بن تركي (ت1282ه) ثم أبنائه من بعده وهكذا انتقل من جيل إلى جيل حتى انتقل هذا السيف إلى شيوخ البحرين الشيخ عيسى بن حمد آل خليفة - رحمه الله - عن طريق الإهداء من بعض أحفاد الإمام فيصل بن تركي - رحمه الله تعالى - ثم ها هو في يوم الأحد 4/5/1431ه يعود من أحفاد أسرة آل خليفة إلى أحفاد أسرة آل سعود ممثلاً في خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -. وجاء في كتاب لسان العرب لابن منظور مادة/ جرب 1/259. جرب/ هو بثور تعلو أبدان الناس والإبل وأجرب القوم/ جربت إبلهم والجرب/ كالحدأ يعلو باطن الجفن الجراب هو الوعاء والجمع أجربة والجراب وعاء. وعند ابن الأعرابي الجربُ: العيب والجربُ / الحد يركب السيف حربان السيف/ حده أو غمده الجربان/ قراب السيف الضخم يكون فيه سوطه وما يحتاج إليه.