أدى ثوران بركاني، هو الثاني في ايسلندا في اقل من شهر الى ذوبان قسم من كتلة جليدية ما تسبب في فيضان ضخم يوم الاربعاء ما ارغم نحو 800 شخص على اخلاء منازلهم، فضلا عن غيمة من الرماد البركاني ادت الى اغلاق مطارات في انحاء واسعة من السويد والنروج وبريطانيا. فقد ادت سحب الرماد إلى اغلاق المطارات البريطانية وعرقلة حركة ملاحتها الجوية وإلغاء مئات الرحلات في مطاري هيثرو وغاتويك القريبين من العاصمة لندن ومطارات أخرى. وقالت شبكة «سكاي نيوز» امس الخميس إن مطارات أبردين وأدنبره وغلاسكو وبلفاست ونيوكاسل أُغلقت تماماً، كما أُلغيت مئات الرحلات الجوية من مطارات هيثرو وغاتويك وستانستيد ومانشستر ولوتون وبرمنغهام. واضافت أن مطارات بريطانية أخرى تواجه احتمال الاغلاق بشكل كامل مع انجراف سحابة الرماد البركاني إلى أجواء المملكة المتحدة، حيث قامت المطارات بحث المسافرين على الاتصال بها لمعرفة ما إذا كانت رحلاتهم تأثرت بالرماد البركاني. وأعلن مطار هيثرو إلغاء 150 رحلة مقررة، ومطار غاتويك 138 رحلة بسبب سحابة الرماد البركاني، التي تشكل خطراً على الطائرات من جراء قدرتها على تعطيل محركاتها من دون أن تؤثر في الطقس باستثناء احتمال تبريد المناخ. ونسبت سكاي إلى متحدث باسم مركز مراقبة حركة الجوية قوله «حذّرنا من أن سحابة الرماد المنبعث من انفجار بركاني في ايسلندا ستغطي الكثير من أجواء أوروبا اعتباراً من الليلة (امس)، ونعمل مع نطرائنا الأوروبيين لاتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان سلامة الحركة الجوية وفقاً لمعايير الطيران الدولي». واشارت إلى أن خبراء الطقس في بريطانيا توقعوا أن تستمر سحابة الرماد البركاني لأيام عدة في أجواء المملكة المتحدة قبل أن تتشتت. وعلقت جميع الرحلات في شمال النروج وغربها في حين لا تزال الرحلات دون تغيير في مطار تروندهايم في اوسلو وباقي المطارات القريبة من العاصمة، كما اعلنت سلطة المطارات النروجية في بيان. وفي السويد الغيت جميع الرحلات في شمال البلاد في مطار سكيليفتيا على بعد 200 كلم جنوب الدائرة القطبية في حين يتوقع تأخر الكثير من الرحلات في سائر انحاء البلاد بما فيها ستوكهولم، كما اعلن لوكالة فرانس برس متحدث باسم سلطة النقل الجوي السويدية. وفي ايسلندا صرح روغنفالدور اولافسون المتحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس من موقع قريب من البركان في جنوب البلاد «حدث فيضانان كبيران جراء ذوبان كتلة ايافيالايوكول الجليدية». واضاف «حتى الان ليس هناك اشخاص معرضين للخطر، ولكننا اخلينا المنطقة واغلقنا كافة الطرق» مضيفا ان الثوران المستمر كان اكبر من ثوران بركان فيمفوردوهالس في منطقة مجاورة الشهر الماضي. وذكرت الشرطة يوم الاربعاء انه بعد ثوران البركان الذي بدأ نحو الساعة الواحدة صباحا (01,00 تغ) تم اخلاء ما بين 700 و800 شخص من منازلهم في منطقة نائية وقليلة السكان على بعد 125 كلم شرق ريكيافيك. وصرح بالدور سيغوردسون المتحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس «تقع العديد من الزلازل في المنطقة». وصرحت بير لاندرو المتحدثة باسم السفارة «حدثت فيضانات شديدة على جانبي البركان والطرق مغلقة والمنطقة باسرها معزولة بسبب الفيضانات. وهناك مخاوف من انهيار جسر كبير». وطبقا لعالم الفيزياء الجيولوجية غونار غونارسون من معهد ايسلندا للارصاد الجوية فان ثوران البركان وقع في «الجزء الجنوبي الغربي من فوهة بركان ايافيالايوكول». واضاف ان «الدخان المتصاعد من فوهة البركان يرتفع الى اكثر من ستة الاف متر في الجو». وقال ان «تدفق المياه في لسان كتلة غيغيوكول الجليدية في الجزء الشمالي من ايافيالايوكول ارتفع بمقدار 2,5 مترا ولا يزال يرتفع». وذكرت اذاعة ايسلندا العامة (ار يو في) ان صدعا بطول 500 متر ظهر في فوهة البركان، مشيرة الى انه يتم نقل السكان الى مراكز الصليب الاحمر. ولم يسمح للسكان بالعودة الى منازلهم حتى مساء الاربعاء، حسب ما افاد ضابط الشرطة المحلية اتلي اردال لوكالة فرانس برس الا انه قال انه يجري اصلاح الطريق على طول نهر ماركافليوت. وقال ان «الطريق قطعت وانهارت في ثلاث نقاط بالقرب من ماركافلغوت وفي مكان اخر شرقا»، مضيفا انه «لم تدمر أية منازل». والشهر الماضي اجبر اول ثوران بركان فيمفوردوهالس في منطقة ايافيالايوكول منذ عام 1823 نحو 600 شخص الى الخروج من منازلهم في نفس المنطقة. وانتهى ثوران البركان الثلاثاء بعد ان قذف حمما ملتهبة على مدى اسابيع، حسب ما افاد ماغنوس غودموندسو استاذ الفيزياء الجيلوجية ومستشار الحماية المدنية لوكالة فرانس برس. سحب الدخان والبخار ترتفع الى عنان السماء اثر انفجار البركان( ا ب ) مطار هيثرو خلا من الركاب بعد تعليق جميع الرحلات( ا ب )