تطرقنا الأسبوع الماضي الى الالتهابات وأكدنا أن الالتهاب رد فعل الجسم للمهيجات الكيميائية أو الفيزيائية أو لبعض العوامل مثل البكتريا. وذكرنا بعضا من الالتهابات ونستكمل اليوم بعضا آخر منها : التهاب البروستاتا : البروستاتا غدة توجد في الذكور دون الإناث وتوجد تحت المثانة البولية . وتحيط البروستاتا بمجرى البول ، وانقباض العضلات الموجودة في المثانة يدفع السائل المنوي من البروستاتا إلى قناة مجرى البول أثناء عملية القذف . وسائل البروستاتا يمثل جزءاً كبيراً من السائل المنوي . وتعتبر البروستاتا المكان الأكثر شيوعاً للإصابة بالأمراض في الجهاز البولي التناسلي للرجل . ومن أكثر الأمراض الشائعة في البروستاتا هو التهاب البروستاتا وتضخم البروستاتا . والتهاب البروستاتا شائع الحدوث في الذكور في كافة الأعمار والسبب المعتاد له هو البكتريا المعدية التي تغزو البروستاتا من منطقة أخرى بالجسم . ومن المحتمل أيضاً أن التغيرات الهرمونية المصاحبة للشيخوخة قد تكون هي السبب . وقد يؤدي هذا الالتهاب إلى حد احتباس البول مما يدفع إلى تمدد المثانة وضعفها وإحساس المريض بالألم عند لمسها . وهذا يؤدي إلى تعرض المثانة نفسها للالتهابات ، وينتقل التهاب المثانة بدوره بسهولة إلى الحالبين ثم إلى الكليتين . والتهاب المثانة قد يكون حاداً وإما مزمناً . وتشمل أعراض التهاب البروستاتا الحاد ألماً بين كيس الصفن والمستقيم وارتفاع في درجة الحرارة ، والتبول المتكرر مع إحساس بالحرقان أثناء التبول واحتباس دائم بامتلاء المثانة ووجود دم أو صديد في البول . وتشمل أعراض التهاب البروستاتا المزمن التبول المتكرر مع الإحساس بالحرقان ، مع وجود الدم في البول وألم بأسفل الظهر وحدوث العنة . وكلما زاد الالتهاب ، زادت صعوبة التبول . يعالج التهاب البروستاتا بالمضادات الحيوية والمسكنات . إلا ان الاستعمال الطويل لهذه الأدوية يمكن أن يؤدي إلى ظهور مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية مما يجعل من الضروري التحول إلى أدوية أكثر فاعلية وأكثر تكلفة . التهاب البنكرياس : التهاب البنكرياس ناتج عن إنسداد القناة البنكرياسية ، وهذا الإنسداد قد يكون راجعاً إلى وجود حصوات في المرارة أو ندب غالباً ما تكون نتيجة للتلف المرتبط بتناول الكحول أو ورم سرطاني وإدمان الكحول لدى الرجال يمثل أهم أسباب التهاب البنكرياس ، وفي النساء فإنه يرتبط بأمراض القناة المرارية . كما يمكن أيضاً أن يكون التهاب البنكرياس ناتجاً عن العدوى الفيروسية أو إصابات البطن أو السمنة ونقص التغذية أو استخدام بعض الأدوية . والتهاب البنكرياس إما أن يكون حاداً وإما مزمناً فالالتهاب البنكرياسي الحاد غالباً ما يحدث آلاماً شديدة تظهر فجأة ، حيث تبدأ في منطقة السرة ثم ينتشر بعد ذلك إلى الظهر . وتزيد هذه الآلام مع الحركة وتقل عند الجلوس ، ويمكن أن يصاحبها حدوث غثيان أو قيء أحياناً بصورة شديدة . وهناك أعراض أخرى تشمل تورماً في منطقة البطن العلوية ، وتكون الغازات والانتفاخ ، وآلاماً في الجزء العلوي من البطن يوصف بأنه في صورة حرقان أو طعنات وسخونة وزيادة العرق وارتفاع الضغط وآلاماً بالعضلات وبرازاً شاحباً . أما الالتهاب البنكرياسي المزمن فهو حالة يُحدث فيها الالتهاب تغيرات غير معكوسة في التركيب الميكروسكوبي لأنسجة الحوصلة المرارية ، وقد يتضمن حدوث نوبات متكررة من عدوى المرارة أو حصوات المرارة . اكليل الجبل وأعراض الالتهاب البنكرياسي قد يكون من الصعب تمييزها عن أعراض الالتهاب الحاد باستثناء الألم الذي يكون مزمناً وليس في صورة حادة مفاجئة . وبالإضافة إلى ذلك فإن الالتهاب المزمن قد تتخلله نوبات دورية من الالتهاب الحاد . ولأن البنكرياس هو الغدة التي تنتج هورمون الأنسولين والجلوكاجون اللذين ينظمان مستوى السكر في الدم ويساعدان على الهضم فإن الالتهاب البنكرياسي وخصوصاً إذا كان مزمناً غالباً ما يؤدي إلى عدم تحمل الجلوكوز ( مرض السكر ) وصعوبات في الهضم . ولتلافي حدوث التهاب للبنكرياس والمضاعفات الناتجة عن الالتهاب استعمل ما يلي : تناول يومياً 300 ميكروجرام من بيكولينات الكروم حيث أنه يحافظ على مستوى السكر في الدم . بنكرياتين يؤخذ مع الأكل حسب التعليمات المدونة على المستحضر . إذا نصح الطبيب باستخدام المضادات الحيوية فتأكد من تناول مستحضر الأسيدوفيلس المتوفر في محلات الأغذية الصحية وكذلك اللبن والخضر والزبادي . إذا كنت تدخن فأوقف التدخين . التهاب الجلد : مرض في الجلد يؤدي إلى الحكة أو الحرقة ويسبب الاحمرار والانتفاخ والبثور والارتشاح والقشرة الجلدية . ويمكن أن ينتج عن الاحتكاك أو الحرارة أو البرودة أو أشعة الشمس ، غير أن المواد الكيميائية ، كثيراً ما تتسبب في التهاب الجلد ، وقد تكون هذه المواد من السموم الشديدة التي تؤثر في جلد الإنسان ، أو مواد كيميائية تهيج الجلد ، الذي يعاني حساسية خاصة للكيميائيات ، وقد تسببه بعض النباتات وبعض الأطعمة والأصباغ والمنسوجات وأدوات التجميل والعلاجات والمعادن أو أشباه المعادن مثل الذهب والفضة والنيكل الموجود في المجوهرات والسوست . وهناك ما يسمى التهاب الجلد الدائري وهو حالة مزمنة تظهر فيها إصابات دائرية على الأطراف وهذا قد يكون نتيجة حساسية لمعدن النيكل وعادة يكون الجلد جافاً . وكذلك التهاب الجلد المشابه للقوباء هو نوع شديد الحكة يصاحب أمراض الأمعاء أو المناعة . هذا النوع من الالتهاب الجلدي قد يثار عن طريق تناول منتجات الألبان أو الجلوتين . كما أن العلماء قد صنفوا الإكزيما كنوع خاص من الالتهاب الجلدي يتميز بوجود بثرات ممتلئة بالسائل تنز ثم تتحول لقشرة . كما أن السيلان الدهني يعتبر نوعاً من الالتهاب الجلدي الذي يصيب عادة فروة الرأس أو الوجه . ولعلاج التهابات الجلد يستخدم الآتي : فيتامين ب المركب بحيث يؤخذ ما بين 50-100 مجم ثلاث مرات يومياً مع الأكل . فيتامين ب12 يؤخذ بمعدل 300 ميكروجرام يومياً . بيوتين يؤخذ بمعدل 300 مجم يومياً . فيتامين ه بمعدل 400 وحدة دولية يومياً . الأحماض الدهنية الأساسية المتمثلة في زيت بذرة الكشمش الأسود وزيت بذر الكتان وزيت زهرة الربيع وزيت السلامون . تجنب منتجات الألبان والسكر والدقيق الأبيض والدهون والطعام المقلي والغذاء المصنع والبيض النيئ . الزعتر التهاب الحنجرة : مرض يصيب أنسجة الحنجرة أو الصندوق الصوتي ، ويمكن أن تسببه عدة حالات ، وأحياناً يخترق الالتهاب أنسجة الحنجرة ، فيسبب التهاباً .ويعتقد الأطباء أن التهاب الحنجرة يسببه استعمال مواد مهيجة مثل التبغ والكحول ، كما يسبب التهاب الحنجرة أيضاً استنشاق مواد مهيجة . وقد تسبب الاستعمال غير الملائم للصوت ، الذي يجهد الحنجرة والحبال الصوتية في التهاب الحنجرة . تبدأ أنسجة الحنجرة بالانتفاخ عندما يبدأ الالتهاب ، وسرعان ما يصبح المريض أجش الصوت . وإذا استمرت الحالة على ما هي عليه ، فقد يغيب الصوت بشكل مؤقت ، لأن الحبال الصوتية تصبح سميكة ولا تستطيع الاهتزاز لإخراج الصوت .وفي الحالات الحادة ، قد يمنع الانتفاخ مرور الهواء عبر الحنجرة . كما أن التهاب الحنجرة الحاد عادة ما يقع نتيجة للعدوى الفيروسية أو البكتيرية سواء التي تصيب الحنجرة نفسها أو التي تصيب المرء كجزء من عدوى أكثر عمومية أصابت الجزء العلوي من الجهاز التنفسي . علاج التهاب الحنجرة يتلخص في استخدام ما يلي : حشيشة القنفذ وهي المعروفة بتأثيرها ضد البكتريا والفيروسات المسببة للالتهاب . هناك مستحضر مقنن يباع في الصيدليات يؤخذ كبسولة صباحاً وكبسولة مساء . خليط من المريمية وأكليل الجبل والزعتر يؤخذ كميات متساوية من المواد الثلاث وتسحق ثم تمزج وتوضع في علبة . يؤخذ ملء ملعقة كبيرة من هذا المزيج وتوضع في كوب من الماء المغلي وتترك لمدة 20 دقيقة ثم يصفى ثم يؤخذ منه ملء الفم ويتغرغر بها المريض لمدة نصف دقيقة وينفثها ثم يكرر ذلك مرتين أخريين وحاول أن تكون الغرغرة والسائل دافئاً .