الموسيقى لا تحتاجُ "مقدماتٍ ديبلوماسيةٍ" كي تصلَ إلى وجدان الشعوب.. هذه هي النتيجة التي خرج بها جمهور الموسيقى من مسرح القنصلية الأمريكية؛ بعد أن أحيت فرقة (رباعي جو ماكليران الصغير) الأمريكية، أمسية موسيقية؛ تعد المحطة الثانية في مسيرة فرقة "البلوز" الأمريكية، خلال جولتها في مدن الخليج العربي، ضمن برنامج: "طريق الإيقاع.. الموسيقى الأمريكية في الخارج" وهو برنامج، يهدف إلى تعميق قيم المحبة والسلام عبر التواصل الثقافي مع الآخرين على حد تعبير عضو النادي الأدبي الدكتور مبارك الخالدي في بداية الأمسية التي جاءت بالتعاون بين نادي المنطقة الشرقية الأدبي والقنصلية الأمريكية في الظهران وأقيمت مساء أمس الأول. وما أن بدأت تتصاعد أنغام الموسيقيين الأربعة.. حتى شعر الجمهور بألفة عبر موسيقى "ماكليران" التي قدمت أشكالاً متعددة وجديدة على الجمهور من موسيقى البلوز، في أجواء تذكرنا بلاشك، بسينما الخمسينيات الهوليودية وتلك الرومانسية الأمريكية، التي تحاول الفرقة أن تعيدها عبر إحيائها لهذا النوع من الموسيقى الذي يكاد يندثر تحت وطأة تأثير الموسيقى العصرية. وشهدت الأمسية تقديم مجموعة أغانٍ شعبية أمريكية وجدت تصفيقاً وتفاعلاً من قبل الجمهور مع الموسيقى وغناء جو الصغير إلى أن جاء دور الموسيقى السعودية التي حضرت الأمسية كضيف شرف عبر فرقة "آفان" الموسيقية، التي قدمت فقرة مشتركة قادها عازف الجيتار ماكليران وعازف الهورمونيكا ديفيد بيرنستون إلى جانب عازف العود السعودي محمد الحلال وكل من محمد سلمان (جيتار) وعلي البوري (الأورغ). img src="http://s.alriyadh.com/2010/04/08/img/162761532429.jpg" title="ماكليران قدم عزفاً جميلاً على "الجيتار" " ماكليران قدم عزفاً جميلاً على "الجيتار" القطعة مزجت الموسيقى الغربية بترانيم العود الشرقي في صورة من صور حوار الفنون والثقافات، موسيقياً؛ بعدها قدمت "آفان" أغنية (نسيتك) بصوت الحلال، لتنتهي الموسيقى السعودية، بإهداء آلة (عود) فرقة "آفان" للفرقة الأمريكية، الأمر الذي ترك أثراً كبيراً عند أعضاء الفرقة الأمريكية، حسب ما عبر ماكليران. جو الصغير.. بزيه الكلاسيكي وقبعته التي تذكر بأزياء وعوالم الخمسينيات الأمريكية، تحدث للجمهور بصوته الرخيم، معرفا بأغنياته، الواحدة تلو الأخرى، منتقلاً بين أشكال موسيقى البلوز، ومقدماً نوعها من "البلوز" الحزين، إلا أن الجمهور على ما يبدو كان في حاجة إلى البهجة، وهو ما حدث مع تماهي الجمهور تصفيقاً وفرحاً مع الموسيقى الشعبية الأمريكية، على إيقاعات عازف "الدرامز" رون ماكروي. ولم تخل الحفلة من الاستعراضية حيث أدهش عازف الهورمونيكا بيرنستون الجمهور عبر نفخه المبتكر على آلة الهورموني، وهو يتمايل رقصاً واندماجاً مع آلته المحببة والتي رافقته منذ "40" عاماً، حيث توج أخيراً بجائزة الحفاظ على البلوز في أمريكا. وبعيد الحفلة علّق جو الصغير على سؤال ل"الرياض" حول ما كان يتوقعه قبيل "الحفلة" السعودية، مجيباً بالقول: "قبل أن أزور المملكة كنت أتوقع أن الموسيقى لها ضوابط وأحياناً ممنوعة، ولكن هذا التفاعل جعلني مسروراً جداً". أما عن رأيه في موسيقى فرقة آفان السعودية، أشار إلى أنها جميلة جداً، موضحاً أنه قام بلقائهم وعملوا معاً "بروفات" وهي التي أنتجت تجربة موسيقية "خطيرة"!. جو الصغير الذي فاز عام 2009 بالمركز الأول في منافسة البلوز الدولية السنوية في أمريكا بعد أن تفوق على "63" موسيقياً في منافسات فردية وثنائية؛ أعرب عن سعادته لوجودة في المملكة ولقائه أشخاصاً رائعين متمنياً أن يعود ثانية. يذكر أن موسيقى البلوز انطلقت في القرن التاسع عشر في أمريكا وخاصة لدى الزنوج إلا أنها أخذت شهرة أوسع في القرن العشرين.