تحت عنوان البيئة المعلوماتية الآمنة: المفاهيم والتشريعات والتطبيقات، تعقد جمعية المكتبات والمعلومات السعودية مؤتمرها السادس، وبعودة سريعة لأهداف المؤتمر نجد أنه يسعى إلى إتاحة الفرص للباحثين والمهتمين بمجال المعلومات وتقنياتها للالتقاء والتحاور مع بعضهم ومع العاملين بالمؤسسات الحكومية والخاصة حول القضايا المرتبطة بأمن المعلومات حيث ستتم مناقشة قضايا التشريعات والقوانين المتعلقة بالمعلومات وأمنها بالبيئة الرقمية، والتوعية بأهمية الاعتماد على المفهوم المتكامل لأمن المعلومات، واستعراض أساليب واستراتيجيات وتطبيقات أمن المعلومات والبنى التحتية الداعمة لها، ونشر الوعي الأمني بالمخاطر والتهديدات التي تتعرض لها البيئة الرقمية، وحماية المجتمع بكامل فئاته من المواد الإباحية والمعلومات غير الصحيحة المتاحة على شبكة الإنترنت، والهدف الأخير للمؤتمر استشراف الاتجاهات الحديثة في مجال أمن المعلومات، وحفظها، ونقلها للأجيال القادمة، بكل تأكيد أن المؤتمر متخصص ويهم العاملين بالمكتبات وذوي العلاقة بالمعلومات في المؤسسات المختلفة، بالطبع مخرجات البيئة المعلوماتية الآمنة شاملة يدخل ضمنها أمن الوطن وإيجاد مواطن يتسم بالوعي ويفرق بين ما هو صحيح وما هو مختلق، والبيئة الرقمية وتحديداً بيئة الإنترنت زاخرة بكل ما هو جيد ورديء، وكثير من المعلومات التي تنتشر عبر الشبكة العنكبوتية، تتسم بالخطورة، لأنها تصل بكل سهولة لكل فرد من المجتمع يتعامل مع الحاسب ويبحر في آفاق المواقع المختلفة، هذه الأهداف للمؤتمر جيدة، ولكن أعتقد أننا لا نزال نحتاج إلى الاهتمام بالمكان، بيئة المعلومات، ألا وهي المكتبة، ونحن منذ سنوات ننتظر من وزارة الثقافة والإعلام خطتها لتطوير المكتبات العامة، والتوسع بإنشاء المكتبات، والسعي لتقوية العلاقة وربما قبل ذلك تكوين علاقة بين الناس والمكتبات ليعتاد الجميع على زيارتها والاستفادة من خدماتها، البيئة المعلوماتية الآمنة مهمة، ولكن الأهم منها، أماكن هذه المعلومات، لابد من إقامة أكثر من مؤتمر لمناقشة كيفية التوسع بمباني المكتبات، ودعمها، وإيجاد ميزانيات خاصة بها تضاف إلى الميزانية الحكومية، وتكون تلك المبالغ مساهمات من قبل أصحاب رؤوس الأموال والشركات، وتهيئة المتطوعين الذين يرحبون بالعمل في المكتبة مجاناً، حباً للعلم والقراءة وبالذات من المتقاعدين، وتكوين مجتمع يكون الرابط بينهم الكتاب والمعلومة، إننا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي أمر بإنشاء مدن للمعرفة والمعلومات إضافة إلى المدى الصناعية وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والذي دعم ورعى العديد من المكتبات ليقدم له الاتحاد العربي للمكتبات جائزة اعترافاً بذلك الدعم، ولا ننسى مطلقاً صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الرئيس الفخري لجمعية المكتبات والمعلومات السعودية، والمشرف العام على مكتبة الملك فهد الوطنية، ونحن في ظل حكومة تهتم بالمعلومة والمكتبات، لذا فلابد من بذل الهمة والحرص على تنفيذ رؤياهم بالاهتمام بالمكتبات وبكل تأكيد السعي لأن تكون المكتبة بعد المسجد مكاناً يتجه إليه الجميع.