عجبي لأصوات نصراوية تصدح بالغوغائية والفوضى بعيدا عن القوانين والأنظمة، وهم جزء من كثيرين – وللأسف الشديد – في رياضتنا يجيدون التبرير وملاحقة الفشل وتعميق الجهل وتأليب الجماهير بدلا من النصح والعمل الجاد والاعتراف بالحق (الذي هو فضيلة). وفي ملعب (زعبيل) بدبي تجدد ما يحدث في (خليجنا) من فوضى، واكب ذلك تأنيب وجلد لإدارة النصر لأنها لم تسحب الفريق بعد أن حدثت فوضى جماهيرية الكل شاهدها. وهناك من يستند إلى المادة التي تنص على (دخول جمهور أحد الفريقين إلى أرض الملعب وتعطيل اللعب أو تسبب بإنهاء المباراة وإثارة الشغب بإتلاف المرافق والممتلكات العامة). وتنص عقوبتها على: (إقامة المباراة القادمة دون جمهور واعتبار الفريق خاسرا المباراة 3/0، ما لم تكن النتيجة أكثر من ذلك وتغريم النادي..). والمشكلة بكل بساطة أن البعض يقرأ دون أن يفهم أو يأخذ جزءا من النص ويترك الأهم. هؤلاء أدانو أنفسهم بالتأجيج أو التبرير أو سحب القضية إلى غير ساحتها.. كيف؟! باختصار شديد النتيجة كانت لمصلحة النصر فائزا بمعادلة (الذهاب والإياب) التي تفرضها المباراة والنتيجة للوصل (3-2) قبل أن يبدأ الشوط الثاني الإضافي، حيث كان طبيب النصر يعالج لاعبا والكاميرا تتجه لمنتصف الملعب، انتقلت فجأة إلى الطبيب وهو ينطلق إلى السياج خلف مشجع لكنه فوجيء بآخر يضربه ثم اختلط الحابل بالنابل، هذا ماشاهدناه إلى أن استؤنف اللعب. والأكيد لو لجأت الإدارة إلى سحب لاعبيها أو تعطيل استئناف اللعب فإن أول من ينتقدها ويهاجمها هم هؤلاء الذين ينتقدونها الآن بعدم الإقدام على هذه الخطوة!! والأهم أن الحكم الذي هو (سيد الملعب)، أمر باستئناف اللعب بموافقة اللاعبين، بعد أن خرجت الجماهير، وفي هذا المقام يقول الحكم العماني عبدالله الهلالي في حديث لصحيفة (الاتحاد) الإماراتية:"الحكم المساعد الثاني خالد الهنائي هو من أخبرني بما قام به المعالج، وعلى هذا الأساس قمت فور أن هدأت الأمور بطرده من الملعب، وهو يستحق ذلك، لأنه أشعل فتيل النار في أرض الملعب، بحركة لا تليق بنا تماما". المخجل أن مسؤولين وإعلاميين أججوا الجماهير السعودية ولعبوا على حبال العاطفة وما يدور في قالب (الوطنية).. هذا الشعار المضاد ل (أنصر أخاك ظالما أو مظلوما)، الذي يفهمه البعض خطأ، في حين أنه يحث على النصح وقول الحق ومواجهة أخيك بخطئه، ولكن حينما تقول الحق وتنشد العدل يتهمونك في وطنيتك، وهؤلاء جهلة ويؤيدون الشر ويسيئون للوطن. لا أحد يقر المشاهد المؤذية من ركل وضرب وهمجية تعرض لها طبيب النصر، لكن القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان برهن على مدى إدراكه بقيمة الرياضة والدور المناط بشرطته حينما تجاوب مع الأخ بتال القوس في برنامج (في المرمى) وتحدث عن الخطوات التي اتخذوها بإلقاء القبض على من شاركوا في الأحداث لدى مغادرتهم الملعب، أي أن هناك دقة في تتبع المخالفين، وتم إيقاف الضالعين في القضية، مشيرا إلى منع بعضهم من دخول الملاعب حسب الأنظمة، وأكد أيضا أحقية طبيب النصر في رفع شكوى. والمؤسف أن هناك من أراد أن يشعل الأجواء على الصعيد الرسمي، وهذا أخطر دون رادع قوي يتصدى لمن يسيرون برياضتنا إلى المبارزة الخارجة عن الروح الرياضية. أيضا واكب ذلك أصوات (روتينية) بإلغاء البطولات الخليجية أو عدم مشاركة الفرق السعودية فيها، بحجج بالية، في حين يفترض أن نطالب كإعلام بفرض النظام وتطبيق العقوبات العادلة، فليس هناك أي منافسة رياضية بلا أخطاء أو تجاوزات.. ويجب أن نبقى (خليجيين).