يفتتح اليوم الثلاثاء المؤتمر الثاني عشر لمنتدى الطاقة العالمي في منتجع كانكون بالمكسيك، ويشارك في المؤتمر كبار المسؤولين من أكثر من 60 دولة من الدول المنتجة والمستهلكة للنفط. ويرأس وفد المملكة العربية السعودية إلى اجتماعات المؤتمر معالي المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية. كما يضم الوفد أيضا صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، مساعد وزير البترول والثروة المعدنية إلى جانب عدد من كبار المسؤولين في الوزارة. وإضافة إلى المهندس النعيمي الذي يمثل المملكة، التي هي أكبر دولة منتجة للنفط في العالم، سيحضر المؤتمر نائب وزير الطاقة الأميركي دانيال بونمان، الذي تعتبر بلاده أكبر مستهلك للنفط في العالم. كما سيحضر المؤتمر أكثر من ستين من وزراء النفط في العالم. وسينهي المؤتمر أعماله يوم غد، الأربعاء بإصدار بيان ختامي يتضمن اتفاق الوزراء على النقاط الرئيسية لمداولاتهم. ويسعى كبار المسؤولين المشاركين في منتدي كانكون، الذين يمثلون أكثر من 90 بالمائة من الدول المنتجة والمستهلكة للنفط في العالم، إلى التوصل إلى "اتفاق عام" بينهم لمنع حدوث تقلبات كبيرة في أسعار هذه السلعة الحيوية العالمية، كما حصل في السنوات القليلة الماضية حين ارتفعت أسعار البترول إلى أكثر من 147 دولارا للبرميل في العام 2008 ثم عادت وانخفضت بعد ذلك بفترة وجيزة إلى ما بين 32 إلى 43 دولارا للبرميل، وهو ما اعتبره المراقبون الاقتصاديون أمرا غير صحي للأسواق البترولية والمالية على حد سواء. وقال أمين عام المنتدى، الذي يتخذ من العاصمة الرياض مقرا له، نو فان هولست، في مقابلة أمس في كانكون، إن مثل هذا النوع من التقلب في الأسعار ليس جيدا لا للمنتجين ولا للمستهلكين. وأضاف أن بوسع المنتجين والمصدرين التخلص من هذا التقلب الشديد في الأسعار عن طريق إضفاء قدر أكبر من الشفافية على التعاملات بينهم. وقال فان هولست إن على المستهلكين والمصدرين أن "يتعاونوا وأن يجروا حوارا صريحا ومفتوحا بينهم حول كل شيء يؤثر في السوق." وأضاف أن هذا هو ما يستهدف مؤتمر كانكون العمل من أجل التوصل إليه. ويأتي عقد هذا الحوار بين المنتجين والمستهلكين العالميين للبترول في كانكون استئنافا لجلسة الحوار التي كان قد تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جدة في العام 2008 بعد تحليق أسعار البترول إلى أعلى مستوياتها في ذلك العام، وفي أعقاب انطلاق أصوات في بعض دول العالم التي اتهمت الدول المنتجة للبترول بأنها المسؤولة عن ذلك الارتفاع. وأكدت المملكة في حينه أن المتسبب الحقيقي في رفع الأسعار لم تكن الدول المنتجة، بل كان المضاربون في الأسواق العالمية، هم السبب ،الذين يلجأون إلى استعمال أساليب تجارية ملتوية من أجل تحقيق الأرباح لشركاتهم. وللتأكيد على موقف المملكة في ذلك المؤتمر، أعلن وزراء نفط منظمة أوبك في اجتماعهم الأخير في جنيف في 22 مارس الجاري أنه يجب وضع أنظمة جديدة للتحكم في عمل المضاربين في الأسواق المالية والسلعية، بمن فيهم مدراء أسواق التحوط الاستثمارية والبنوك الاستثمارية، وذلك من أجل التخفيف من حدة التقلبات في الأسعار. ويريد مؤتمر منتدى كانكون المنعقد حاليا زيادة قدر المعلومات المتشاطرة بشأن الإمدادات البترولية والطلب على البترول والإنتاج كما وبشأن الاتجار بالأسعار الآجلة لهذه السلعة الحيوية العالمية في الأسواق المالية والسلعية العالمية. كما يريد مؤتمر كانكون أيضا قدرا أكبر من التعاون لناحية التكهنات المستقبلية لأوضاع النفط وأسعاره من قبل مجموعات مثل أوبك ومنتدى الطاقة الدولي ووكالة الطاقة لدولية. وقال المدير العام للشؤون الدولية في وزارة الطاقة المكسيكية أدو فلوريس في حديث الأحد قبيل بدء المؤتمر، إن مؤتمر كانكون سيجمع معا ممثلين عن دول ترى أن هناك تأثيرا للأسواق المالية على أسعار البترول ودول ترى أن الأسواق المالية ليس لها كبير تأثير على أسعار هذه السلعة، فضلا عن دول أخرى ترى أن هناك خليطا من العوامل التي تؤثر في الأسعار. وفضلا عن وزراء النفط في أكثر من ستين دولة منتجة ومستهلكة للبترول، سيحضر مؤتمر كانكون عدد كبير من الرؤساء التنفيذيين لكبريات شركات النفط العالمية، ومنهم رئيسا شركتي إكسون موبيل ريكس تيلرسون ورئيس شركة رويال دتش شل، بيتر فوسر. وقال فلوريس، الذي تتشاطر بلاده استضافة هذا المؤتمر في المنتجع المكسيكي مع عدة أطراف عربية ودولية أخرى، إن دولا كبرى ستحضر حوار كانكون، ومنها، فضلا عن المملكة والولايات المتحدة، بريطانيا والصين والهند والبرازيل، والدول الثلاث الأخيرة تعتبر من أسرع الاقتصادات نموا في العالم حاليا.