من اهم التحديات التي تواجه الشركات العائلية وبالذات العقارية الاستثمار في توطين الوظائف والاهتمام بتوظيف السعوديين وتدريبهم، فقد اعتادت الشركات طوال العقود الماضية وحتى يومنا هذا على توظيف عمالة عادية من الدول العربية والآسيوية وتأتي هذه العمالة بخبرات أقل من عادية – واستثني من ذلك الوظائف الهندسية والمالية - وتتدرب عندنا من الصفر وتأخذ فرصة كاملة للتعلم عكس ما يحدث للسعوديين فالشركات تريد السعودي دائما جاهزاً ولديه خبرة ويتحدث اللغة الانجليزية!! تطبيق العمل المؤسسي يتطلب اعداد هيكل تنظيمي وتحديد المسئوليات والصلاحيات بعيدا عن العواطف، والاهتمام بتوظيف الكفاءات المناسبة والاستثمار في تدريبها من اساسيات استقرار الشركة ونجاحها على المدى المنظور والبعيد، ولن تجد الشركات العائلية افضل من الاستثمار في ابناء الوطن. يقول احد الشباب السعودي يعمل في شركة عقارية متخصصة في ادارة الأملاك بأن شركته لا تهتم بتوظيف السعوديين وفرق الراتب دائما يكون لصالح غير السعودي، وانا - والكلام للشاب - احمل الشهادة الثانوية ومنتسب في الجامعة ولدي خبرة اكثر من سنتين وحضرت دورات عقارية وراتبي لايصل الى نصف راتب رئيسي غير السعودي – عربي ومؤهلاته اقل مني – وعملي ميداني معظم اليوم وبسيارتي الخاصة واشهد الله اني منضبط وحريص على عملي ومديرنا غير سعودي ايضا!! هذا نموذج لمحاربة السعودي وتطفيشه حتى وان كان جادا ومجتهدا والتطفيش سببه صاحب الشركة وليس المدير غير السعودي الذي لن يتوانى في ذلك مادامت الفرصة متاحة. لقد تغير الزمن وأصبحنا نمتلك قاعدة من الشباب السعودي المؤهل الذي ينتظر الفرصة لاثبات نفسه والحصول على فرصة، الفرص الوظيفية في الشركات والمكاتب العقارية تقدر بالآلاف وهذه يمكن ان تساهم في حل جزء من البطالة التي يعاني منها الشباب السعودي.. لم تعد المسألة موظفا اجنبيا يأتي عازبا وليس لديه أي التزامات اسرية يقبل بالقليل ويعمل ليل نهار في مكتب عقاري ويتقمص دور مالك المكتب يؤجر ويبيع. الاستمرار والاصرار على توظيف الأجانب له انعكاسات سلبية على كافة الصعد، وأسوأها على الاطلاق التلاعب بالأسعار في المكاتب العقارية، وكذلك تأجير العقارت لفئات مشبوهة من المقيمين والمواطنين واستخدامها في اغراض قد تشكل اخطارا امنية على الوطن. شخصيا اعرف شركة عقارية في الرياض جل موظفيها من السعوديين خصوصا الوظائف الادارية وموظفي التسويق والمبيعات وهذه الشركة طبقت العمل المؤسسي وتحقق نتائج افضل مما كانت عليه طوال سنوات مضت وقد حصلت على عدة جوائز من اهمها جوائز افضل بيئة عمل في المملكة العربية السعودية لانها تهتم بتوظيف السعوديين وتطورهم وتدربهم وتمنحهم افضل المميزات والا لما كانت حصلت على مثل هذه الجائزة ويمكن لمن يرغب الاستفادة من هذه التجربة.