ليس بجديد أن تتصدى المملكة للعنجهية الإسرائيلية وتماديها في إغماط الحقوق وسلبها والتبجح علناً وعلى رؤوس اشهاد المجتمع الدولي معلنة القدس الشريف عاصمة للكيان الإسرائيلي. إعلان نتنياهو في واشنطن جاء مستفزاً للمشاعر قالباً للحقائق متهكماً من القرارات الدولية ناسفاً لعملية السلام برمتها. المملكة تصدت للسلام بمبادرة تبناها العرب جميعاً، كانت مبادرة شاملة تضمن إقامة سلام شامل وعادل لتجنب المنطقة العربية والشرق الأوسط الاحتقان الدائم الذي كان الإسرائيليون خلفه دائماً بتصرفاتهم غير المسؤولة واستنادهم إلى الحائط الأميركي الحامي لهم والذي دائماً ما يؤكد على التزامه بأمن (إسرائيل) وتفوقها العسكري على باقي دول المنطقة، ومع ذلك فالإسرائيلون لم يقدروا أو حتى (يجاملوا) أصدقاءهم الأبديين ويجعلوا من الدعم اللامحدود الذي يقدم لهم، بل ذهبوا إلى احراج صديقهم الأبدي بإعلانهم عن بناء المزيد من مساكن المستوطنات خلال زيارة جوزيف بايدن إلى (إسرائيل) وهو الذي جاء من أجل اقناعهم على تجميد الاستيطان مرحلياً، وكان الرد بتسمين المستوطنات، كأنهم يقولون له ان زيارتك لن تحقق نتائجها، وكانت ردة فعل أميركية غاضبة (وقتياً فقط) ثم على اثرها (تأنيب) رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي كان بصدد زيارة واشنطن، وكانت كل الوقائع تشير إلى ان نتنياهو ذاهب إلى أمريكا (ويده على قلبه) من الخوف وتأثير تصرفات حكومته غير المنطقية على العلاقات مع واشنطن بل إن سفير الكيان الإسرائيلي في واشنطن ذهب ليؤكد أن الشرخ في العلاقات هو الأسوأ منذ 45 عاماً، وتوقعنا أن تتعامل الادارة الأمريكية بحزم مع موقف الحكومة الإسرائيلية وأن الساسة الإسرائيليين سيعودون إلى رشدهم من غيهم وينصاعوا إلى قرارات المجتمع الدولي وعلى رأسها اللجنة الرباعية المعنية بالسلام في الشرق الأوسط، وما حدث أن نتنياهو ومن واشنطن وفي اجتماع لجنة الشؤون العامة الأمريكية - الإسرائيلية (ايباك) أعلن أن القدس الشريف هو العاصمة الأبدية ل(إسرائيل) وليست مستوطنة مبعثراً بذلك كل جهود السلام في المنطقة ضارباً بكل الأعراف والمواثيق والاتفاقات عرض الحائط مؤكداً الصلف الإسرائيلي الذي يعتبر نفسه فوق المجتمع الدولي والتعامل معه بازدراء كأن الأمر لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد، ومصراً على المضي في مخططاته خاصة في القدس الشريف معتبراً إياها عاصمته الأبدية رغم أن كل المفاوضات والاتفاقات كانت تعتمد الجزء الشرقي المحتل من المدينة المقدسة هو العاصمة المقبلة للدولة الفلسطينية المزمع انشاؤها. ريادة الدور السعودي العربي والإسلامي تصدت للصلف الإسرائيلي وطالبت بتوضيح يكون شفافاً من التصرفات الأحادية من الجانب الإسرائيلي وموقف اللجنة الرباعية منها وكيف سيكون ردها على الموقف الإسرائيلي. المملكة طالبت المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته من عملية السلام التي من الواضح أن الطرف الإسرائيلي ليس معنياً بها ولكننا كأمة عربية إسلامية نريد توضيحاً لا لبس فيه هل هناك سلام يتم الاعداد له يكون متوازناً لجميع أطرافه أم أن هناك انحيازاً دولياً ل(إسرائيل) ما دعاها أن تعلن عن نواياها ومن واشنطن بالذات والذي يعطي دلالات جلية ان السلام هو آخر الاهتمامات الإسرائيلية.