كان حوار وزير الثقافة والإعلام مع المثقفين الذي أقيم ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، يتسم بالشفافية والوضوح، مواضيع مختلفة تطرق لها في حديثه ، من ضمن ذلك تفعيل المعرض المقبل من خلال طرح جائزة أفضل دار نشر وأفضل كتاب، معالي الدكتور عبد العزيز خوجة أوضح ذلك في كلمته الافتتاحية للقاء، بالطبع هذا المشروع والعديد من المشاريع التي ستقوم بها وزارة الثقافة والإعلام لن يكون مرتجلاً، سيكون هنالك لجان وعدد من المستشارين في الوزارة سيناقشون كل الآراء والمقترحات و الأفكار التي انبثقت مساء ذلك اللقاء ، و في اللقاءات السابقة، أنا هنا وبحكم اهتمامي بمجال صناعة الكتاب والنشر سأتوقف عند جائزة أفضل ناشر وأفضل كتاب، هل ستكون عامة بحيث تشمل دور النشر العربية إضافة إلى السعودية، إذا كان الأمر كذلك، فلا مجال للتنافس بين دور النشر المحلية والعربية، أغلب دور النشر العربية لديها الخبرة الجيدة في مجال النشر وصناعة الكتاب، أما دور النشر المحلية فلا تزال في طور التجارب الأولى والبدايات، ومن وجهة نظر خاصة أتمنى أن تخصص هذه الجائزة لدور النشر السعودية، لأسباب عدة أهمها، أن تختار دار النشر الكتب الجيدة لنشرها، وحتى لا يتصور أحد أن الكتب الجيدة تنحصر في الكتب الفكرية والعلمية والدراسات، أقول وأيضاً الأعمال الإبداعية، بمعنى شمولية الإصدار عند دار النشر، سبب آخر هو الاهتمام بصناعة الكتاب وأعني به، الحجم ونوع الورق، وبيانات النشر، والفهرسة أثناء النشر مع رقم الإيداع والرقم الدولي المعياري للكتاب، وبيانات الملكية، وموائمة الحجم والشكل لمضمون الكتاب، و الصبغة الخاصة لدار النشر، ومن خلال الإطلاع والمتابعة نعرف اسماء بعض دور النشر العربية والعالمية من خلال شكل الكتب التي تصدرها، والأمثلة كثيرة، سبب أخير ومهم، سهولة الحصول على الكتاب و سعره المناسب، فنجاح أي كتاب يكتمل بالتوزيع الجيد، وسهولة وصوله إلى القارئ، أتمنى فعلاً أن تعتني دور النشر السعودية بإصداراتها، و أن يرفع سقف الحرية قليلاً، حتى يتجه الكتًاب والمؤلفون لها، إن صدور الكتاب بشكل جيد وتوزيعه بطريقة جيدة مع دعم الدولة للكتاب بإعفاء دور النشر من رسوم الشحن أو تخفيضها يساعد على حصول كل من الناشر والمؤلف على حقوقهم المالية كاملة، كثير من المبدعين والأدباء أرجأوا إصدار كتبهم للتكاليف المادية الكبيرة، فهل يتغير الأمر بحيث يستطيع الأستاذ الجامعي الذي تداخل مع الدكتور خوجة في لقاء المثقفين أن يجد دار نشر تعتني بإصدار كتبه ويحقق منها مردوداً مالياً دون تدخل الوزارة بشراء نسخ تشجيعية منها، نأمل ذلك.