أجرى جراحون أميركيون عملية رائدة في دماغ مريض وهو مستلقٍ على ظهره يعزف على آلة الكمان لعلاجه من الارتجاف في يديه في مشهد وكأنه من أحد أفلام الخيال العلمي. وذكر شبكة "أيه بي سي" الإخبارية الأميركية أن الموسيقي روجر فريتش من بليموت بولاية مينيسوتا استلقى على ظهره خلال العملية وأمسك بآلة الكمان وبدأ يعزف مقطوعات يتقنها منذ نحو ثلاثين سنة، مشيرة إلى أن كل "نوتة" عزفها كانت تنبئ الجراحين بما إذا كانت جميع النبضات الكهربائية التي كانوا يرسلونها إلى دماغه تخفف من الرجفان في يديه. وأصيب فريتش في يونيو/حزيران عام 2009 برجفان شديد في يديه وبخاصة في اليمنى لأن الأجزاء المسؤولة عن الحركة في الدماغ بدأت ترسل إشارات خاطئة إلى الجسم. وحاول الجراحون مساعدة فريتش، وهو قائد أوركسترا في فرقة مينيسوتا، على استرجاع المرونة في يده اليمنى عند العزف على آلة الكمان. وقال فريتش إنه يعاني من الرجفان في يده اليمنى منذ عامين ما يؤثر على عمله عند العزف لفترة طويلة. وفيما لا تعرف أسباب الرجفان في اليدين يعتقد أطباء أنها ناتجة عن إشارات غير طبيعية صادرة عن الدماغ. وقال الدكتور مايكل تاغلياتي، وهو رئيس قسم الاضطرابات في حركة اليدين في مستشفى ماونت سيناي في نيويورك إن مسح الدماغ بالتصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية لا يستطيع الكشف عن هذا النوع من الارتجاف. وأضاف " باستطاعتنا التوصل إلى تشخيص سريري عند الطلب من مريض القيام بحركة معينة تساعد على اكتشاف مصدر الرجفان في الدماغ"، موضحاً ان ذلك" يتم عند زرع أقطاب ترسل نبضات كهربائية إلى مناطق معينة في الدماغ". وتابع " بإمكاننا وضع أجهزة تسجيل في الدماغ تساعدنا على سماع الأصوات التي تصدر هذا الرجفان". وقال "إن لمس الدماغ في المكان الصحيح يساعدنا على التخفيف من هذا الرجفان بشكل كبير". وقال فريتش " استلقيت على طاولة الجراحين وطلبوا مني العزف على آلة الكمان وبدأت بالعزف فوراً". ويمكن لهذه الطريقة العلاجية مساعدة مرضى باركنسون والذين يعانون من الاضطرابات في حركة اليدين والكآبة و مرض الصرع بحسب قول الباحثين. وقالت منظمة الرجفان الأساسي الدولية إن حوالي 10 ملايين أميركي يعانون من هذه الحالة التي تؤثر على حركات اليدين وتعيق إمساك المريض بكوب ماء أو تجعل تناوله للطعام أمراً صعباً.