تم اختيار طفل في الرابعة من عمره للانضمام إلى منظمة "منسا (Mensa)" والانضواء تحت عضوية تلك المنظمة العالمية التي تختص بالأشخاص فائقي الذكاء ممن يزيد حاصل ذكائهم على 130 حسب اختبارات قياس الذكاء. فقد تعلم الطفل هاري تشابل حروف التهجئة عندما كان في الثانية من عمره كما أنه يستطيع إجراء العمليات الحسابية لأبعاد الدوائر وتربيع الأرقام خلال ثوان. وقد خاطبت المنظمة والدي هاري بعد أن أخضعته لسلسلة من الاختبارات المقننة التي أماطت اللثام عن قدراته. وقال والده سايمون تشابل إن ابنه أبدى اهتماماً مبكراً بالرياضيات حيث أنه كان في صغره يطلب الألعاب التي تشتمل على أرقام عندما يدخل إلى محلات بيع ألعاب الأطفال. وأردف الوالد يقول: "لقد ظل هاري على الدوام طفلاً نابهاً حاد الذكاء كما أنه بطبعه محب للبحث والاستقصاء والإكثار من الأسئلة. إنه من النوع الذي يسألك لماذا تكون السماء زرقاء اللون وعندما تجيبه لأنه يعكس لون البحر لا يبدو مقتنعاً وإنما يعاجلك على التو متسائلًاً ولماذا يكون البحر أزرق اللون." أيضاً، وصف سايمون ابنه هاري بأنه محب للاستطلاع والتعلم ويتمتع بذاكرة قوية حيث يحفظ عن ظهر قلب جميع المعادلات والصيغ الرياضية مثل قانون "باي" الذي يستطيع من خلاله حساب محيط الدائرة. ذكر سايمون أنه كان جيداً في الرياضيات في طفولته كما أن زوجته ميشيل التي تبلغ من العمر 29 عاماً لديها ذاكرة جيدة ومع ذلك فإن قدرات ابنهما تثير إعجابهما واستغرابهما. وقد اتصل سايمون وزوجته بمنظمة منسا التي استعانت بأخصائي علم النفس الخاص بالطفل لتقويم النتائج. بعد ذلك خاطبت المنظمة عائلة الطفل فوجهت المنظمة الدعوة إلى الطفل لكي يلتحق بعضويتها. وأجريت سلسلة اختبارات قياس الذكاء على يد جورج كراوثر اختصاصي علم النفس النمائي حيث اشتملت تلك الاختبارات على واجبات لقياس قدرة هاري على الاستيعاب والمهارات الرياضية (في مجال الرياضيات) والذكاء العام. وفي هذا السياق تحدث كراوثر قائلاً: "إن هاري صبي استثنائي ذو قدرات نادرة جداً حيث يبلغ عدد الأشخاص الذين يزيد حاصل ذكائهم على 140 ما نسبته 0.1% فقط. وأضاف مستطرداً: "في مدرسة ثانوية تضم 1000 طالب قد يكون هو الطالب الوحيد الذي يتمتع بهذه القدرة - ذلك أن معظم الأطفال لا يعرفون الجذر التربيعي والأرقام المربعة إلى أن يدخلوا المرحلة الثانوية. بيد أنك إذا توجهت بسؤال إلى هاري عن مربع العدد 15 فإنه يجيب في الحال بأنه 225." وأشار اختصاصي علم النفس كراوثر إلى أن الأطفال في سن الرابعة بالكاد يعرفون كتابة أسمائهم ويتعرفون على حروف التهجئة بيد أن هاري يستطيع القراءة بمهارة من هو في التاسعة من عمره." وأوصى كراوثر بوجوب تعليم الطفل مع من هم في سنه من الأطفال. وأضاف يقول: "إن الأمر لا يتعلق بما إذا كان بإمكانه التأقلم دراسياً مع الأطفال الأكبر سناً فالأطفال يحتاجون لأن يتلقوا تعليمهم مع أندادهم. فإذا كان هاري ضمن أطفال يكبرونه سناً سيكونون مختلفين جداً وقد لا يتكيف معهم اجتماعياً."أما والدا هاري فقد وافقاه الرأي واتفقا على أن يلتحق ابنهما بالمدرسة الابتدائية مع أطفال في نفس سنه. وأما كراوثر الذي ظل يعمل استشارياً في مجال رعاية الأطفال لمدة أربعين عاماً فقد أفاد بأن من الصعب تحديد أسباب تمتع بعض الأطفال بمثل هذه القدرات النادرة. وأسهب في الشرح بقوله: "عندما يتم إنجاب الأطفال سوف لن تكون متأكداً على الإطلاق من كيفية عمل المورثات (الجينات الوراثية). وليس بالضرورة أن يكون الآباء والأمهات من الأذكياء كأفراد لكي ينجبوا أطفالاً شديدي الذكاء. والآباء الأذكياء الذين يتلقون تعليماً جيداً تزداد لديهم احتمالات إنجاب أطفال أذكياء ولكن في بعض الأحيان يكون هنالك أزواج أقل ذكاءً فينجبون أطفالاً في منتهى الذكاء". يبلغ متوسط حاصل الذكاء على مستوى بريطانيا ما معدله 100؛ وتضم منظمة منسا نحواً من 24 ألف عضو من ضمنهم كارول فودرمان الذي يبلغ حاصل ذكائه 145 وجيمي سافيل الذي يبلغ حاصل ذكائه 149.