يهدف مشروع واحة الأمير سلمان للعلوم الذي تقوم عليه مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، إلى التعريف بما وصل إليه العالم من تقدم علمي وتقني في صنوف شتى من العلوم، ودور العلماء المسلمين في هذا التطور العلمي، لتكون بذلك بمثابة حلقة وصل تربط التراث العلمي الإسلامي بالصناعات الحديثة. وتطبق الواحة مفهوم "التعليم بالترويح" لطرح قضايا العلم بأسلوب يحرك الخيال، مسخرة في سبيل ذلك التقنيات الحديثة للتعريف بالظواهر والقوانين العلمية التي أوجدها الله - جل وعلا - في الكون، وسط بيئة تفاعلية تدمج الزائر بالمعروضات لترسخ المعلومات في ذهنه، لتساهم من خلال ذلك في تشجيع الشباب على اكتشاف العالم، واختيار مسارات حياتهم المستقبلية، ودفعهم إلى الوعي بأهمية العلم في بناء الأمم. كما تشكل الواحة إضافة جديدة لموارد مدينة الرياض العلمية، ووجهة ومعلماً بارزاً يقصدها سكان وزوار مدينة الرياض لقضاء أوقات ترويحية، وعنصراً إضافياً لمعالمها العمرانية، وحاضنة أخرى للصناعات المعرفية ومرافق البحث العلمي، فهي بمثابة استثمار وطني وتعليمي واقتصادي لكافة أفراد المجتمع وستقام على الأرض الواقعة على طريق الملك عبد الله في الناحية الشمالية الغربية من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، عقب موافقة المقام السامي على تخصيص الأرض للواحة بمساحة تبلغ 200 ألف متر مربع، وهو ما يساهم في تأسيس الواحة في موقع متميز يجاور عدداً من كبرى الصروح العلمية والتقنية، ومراكز البحث العلمي في المدينة، من بينها (مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، جامعة الملك سعود، وادي الرياض للتقنية، مجمع تقنية المعلومات والاتصالات). وتقوم الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بالإشراف على تصميم المشروع وتنفيذه، بناءً على مذكرة تفاهم موقعة بين الهيئة العليا ومؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، تتولى بموجبها الهيئة أعمال الإدارة والإشراف على تنفيذ المشروع، وقد أنهت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أعمال التصاميم المعمارية ووثائق التنفيذ للمرحلة الأولى من المشروع. وتنطلق الفكرة التصميمية للمشروع، من جعل المبنى عنصراً تعليمياً تفاعلياً بحد ذاته، يكمل ما يعرض داخله، بحيث يشكل المبنى مثالاً حياً للعمارة المتناغمة مع الطبيعة. ويتكون تصميم المبنى من سقف ضخم يربط جميع عناصر المشروع، ينتصب في وسطه برج للطاقة بارتفاع 80 مترا لتوليد الكهرباء لتشغيل المعروضات، فيما يخترق السقف فتحة للداخل لتجميع مياه الأمطار كعنصر مشوق للزوار. أما عناصر مشروع واحة الأمير سلمان للعلوم، فتتعدد إلى عدة أجزاء تشمل: -المبنى الإداري بمساحة إجمالية تبلغ 12,233 متراً مربعاً، ويشمل: (مكاتب إدارية، وقاعة للمحاضرات تتسع ل 200 شخص، وقاعة لكبار الشخصيات، ومصلى يتسع ل 160 مصلياً، ومطاعم ومحلات التجارية ومستودعات وغرف الخدمات). -البهو الرئيسي ومساحته 8294 متراً مربعاً. -قاعات العرض، بمساحة 2,800 متر مربع، وتشمل قاعات: (الأرض/ الفضاء / الماء / الحياة / الطاقة / التقنية / الاستقبال والتوعية)، وتحتوي كل قاعة على عدد من العناصر تشمل: (مسرح التعريف بالقاعة، معروضات متميزة، معروضات المفاهيم العلمية الرئيسية، ومعروضات المفاهيم العلمية الثانوية). فيما تهدف القاعات السبع إلى نقل رسائل ومفاهيم ومعلومات متعددة تختص بموضوع القاعة، وتكون على النحو التالي: -قاعة الأرض: يتعرف الزائر في هذه القاعة عبر المجسمات والتجربة الذاتية على المكونات الرئيسية للكرة الأرضية، حيث يقوم برحلة إلى أعماق الأرض يتعرف فيها على الصخور والمعادن والظواهر الطبيعية مثل الزلازل والبراكين، كما يتعرف على مبادئ علم الإنشاءات ( الجسور والكمرات). -قاعة الفضاء: تعرض هذه القاعة كل ما يخص علم الفلك وعلم الطيران والرحلات الفضائية، ويتعرف الزائر فيها على الكواكب والنجوم والمجرات ونظريات تكون الكون بالإضافة إلى نظريات الطيران والمناظير الفلكية والصواريخ ورحلات الإنسان إلى الفضاء الخارجي. -قاعة الماء: يتم التركيز في هذه القاعة على دورة الماء في الطبيعة والخواص الطبيعية للماء مع الاهتمام بأهمية المحافظة على الماء وإعادة التدوير بالإضافة إلى التعرف على مصادر المياه والتقنية الحديثة المستخدمة في تحلية المياه. -قاعة الحياة: يتم التعرف في هذه القاعة على بيولوجية الإنسان والكائنات الحية الأخرى بالإضافة إلى علم الوراثة، ويتعرف الزائر على تشريح جسم الإنسان ومجموعة من الحيوانات والنباتات من البيئة وكذلك بعض المفاهيم الطبية والتقنيات الحديثة في استخدام الأنواع المختلفة من الأشعة. -قاعة الطاقة: يتعرف الزائر في هذه القاعة على الأنواع المختلفة للطاقة مثل الطاقة الحرارية والكهربائية والشمسية وطرق المحافظة عليها، مع التركيز على البترول كأهم مصدر للطاقة في الوقت الحاضر، كذلك أهمية الطاقة في النقل. -قاعة التقنية: تركز هذه القاعة على أحدث أنواع التقنية المستخدمة في وقتنا الحاضر مثل تقنية الاتصالات والحاسوب، مع التعرف على النماذج الأولية لتلك التقنيات ومراحل تطورها، وسوف يتعرف الزائر عن طريق التجربة على تقنية الاتصالات الحديثة بما فيها تقنية الشبكة العنكبوتية. -قاعة الاستقبال والتوعية: تستخدم هذه القاعة لاستقبال الزوار وبيع التذاكر مع توفير مكان للجلوس والراحة، وسوف يستغل هذا المكان لتوعية الزوار بأهم القضايا المعاصرة بطريقة غير مباشرة. -قاعة العروض ثلاثية الأبعاد بمساحة 975 متراً مربعاً وتتسع ل 400 شخص.