رافق الاستعداد لتدشين كنيس الخراب التاريخي في الحي اليهودي بالقدسالشرقية هدوء غير اعتيادي في المسجد الاقصى والقدس القديمة؛ بسبب تشديد اجراءات الشرطة الاسرائيلية التي اعلنت حالة التأهب، ومنعت دخول الرجال الفلسطينيين دون الخمسين عاما الى باحة الاقصى. ووضعت الشرطة الاسرائيلية المتاريس والحواجز على مداخل البلدة القديمة وانتشرت قوات خاصة بلباس اسود متحزمين بقنابل الصوت والغاز باللون الازرق. ولم تسمح الشرطة لاحد بالدخول اذا لم يكن من سكان البلدة القديمة وطالبت التجار بحمل اوراق ثبوتية او ضريبية عن محلاتهم داخل البلد. وبدت القدس القديمة والسوق الرئيسي فيها مهجورا، في الوقت الذي عجت الحركة في كافة انحاء الحي اليهودي المجدد وانتشرت الاصوات الصاخبة، فبدا وكأن الحي في مدينة اخرى. وكانت الحركة الوطنية والاسلامية دعت امس الى شد الرحال للاقصى لكن الشيخ عزام الخطيب مدير اوقاف القدس قال: "هناك حصار على المسجد وحصار على المدينة، حتى حافلات المصلين من عرب الداخل (عرب اسرائيل) وضعت الشرطة العراقيل ولم تسمح بوصولها". واوضح الشيخ عزام الخطيب لوكالة فرانس برس "وصل للمسجد نحو الف مصل، هناك هدوء غير طبيعي في المسجد وفي البلد"، وتابع "هناك تجار لم يتمكنوا من الوصول الى محلاتهم داخل المدينة منذ ثلاثة ايام جراء الحصار على المدينة". وتدشن السلطات الاسرائيلية "كنيس الخراب التاريخي" في الحي اليهودي بالقدسالشرقية بعدما اعادت ترميمه، ويقع المعبد على بعد ثلاثمئة متر الى الغرب من حائط البراق والحرم القدسي والمسجد الأقصى. وسيمثل الحكومة الاسرائيلية الى حفل الافتتاح وزير الاسكان الاسرائيلي ارييل اتياس من حركة شاس الدينية المتطرفة. واعتبر حاتم عبدالقادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح ان "كنيس الخراب ليس مجرد كنيس عادي، فهو نقطة ارتكاز ومقدمة لما يسمى بناء الهيكل على انقاض الحرم، وهذا الكنيس سيكون مقدمة للعنف والتعصب الديني والتطرف". واضاف المسؤول في حركة فتح ان مشروع بناء الهيكل "لا يقتصر على يهود متعصبين ومتطرفين بل على اعضاء مشاركين في الحكومة، هناك توجه رسمي في الحكومة لبناء الهيكل الثالث، القضية قضية ارادة سياسية". واعتبر عبدالقادر ان كل هذه الاحداث والاغلاق غير المسبوق واعلان المنطقة منطقة عسكرية مغلقة، محاولة لتفريغ البلدة القديمة وتقليص عدد الفلسطينيين المقيمين فيها.