مدينة عانقت الألق والإبداع والتطور الكبير في كافة الجوانب الحضارية، فكان لها ابرز الحظ والنصيب مع لوحات الإبداع والجمال في الطبيعة ، ورسم لأبها البهاء لوحة مزركشة بأفنان ألوان الطيف المتشكل على تراب أرضها الندية عقب زخات من المطر اليومية الذي له مع ترابها قصة عشق لاتكاد تنتهي إلا وتعود بكل حب وود وشوق في اليوم الآخر معانقة السحاب والضباب ، فحق لها أن تسمى مدينة الضباب الذي تكتسيه صباح مساء وتترنم على وقع حبات البرد الأبيض النقي كنقاء وصفاء سريرة أهلها مرحبين بزائرها بعبارة الترحيب المتأصلة بموروث الآباء والأجداد " مرحبا ألف". مجسمات جمالية ولأجل ذلك كله تسعى أمانة منطقة عسير إلى زيادة الحسن والجمال المبهر لفاتنة المدن أبها وذلك برسم لوحات من صنع الإنسان لتتناغم مع سحر الطبيعة مخرجة لنا لوحة إبداعية براقة تأسر كل من يأتي لأبها ، وقامت بتنفيذ العديد من المجسمات الجمالية وذلك في بعض الميادين والتقاطعات الهامة بالمدينة إضافة إلى تجديد بعض من المجسمات القديمة وذلك رغبة منها في إضفاء لمسة جمالية براقة على شوارع وميادين مدينة الضباب أبها ، وقد استوحيت أشكال وتصاميم تلك المجسمات من تراث وموروث منطقة عسير مع إضفاء بعض اللمسات الخلاقة الحديثة المتماشية وروح العصر الحديث ولقد كان لأمانة منطقة عسير دورهام وبارز في التعاون الوثيق واللصيق مع المبدعين في الفن التشكيلي بالمنطقة حيث ازدانت الشوارع باللوحات الفنية الجدارية التي قام بتنفيذها نخبة من أبناء الفن التشكيلي في المنطقة ولعل أبرزها لوحة الفنان التشكيلي عبدالله الشلتي الجدارية والتي تعد من اكبر اللوحات الفنية الجدارية بالشرق الأوسط والتي تقع على امتداد الطريق الموصل مابين وسط المدينة وحي القابل وكذلك لوحة الفنان سعود القحطاني الواقعة على طول الجدار الممتد بشارع الممشى في وسط مدينة أبها وغيرها من اللوحات الفنية التي باتت شوارع أبها ومن خلالها لوحة فنية متنقلة أمام الزائر الكريم . تجديد الحدائق وإضافة إلى جهود الأمانة في تحسين الشوارع والميادين العامة تتواصل الجهود أيضا في تحسين وتجديد الحدائق العامة والتي تزيد عن الستين حديقة، وذلك بتزويد الحدائق العامة بالألعاب المسلية المختلفة للأطفال والاهتمام بها وصيانتها وإصلاح ما امتدت إليه يد العابثين بها . وحول عملية تزين شوارع مدينة أبها من قبل أمانة منطقة عسير كان ل"الرياض" بعض من الوقفات واللقاءات العامة مع أبناء المنطقة والزائرين لها . المواطنون سعداء تحدث لنا في بداية الأمر الموطن علي عبدالله الاسمري وهو يعمل معلما بإحدى المدارس فقال: أنا من سكان منطقة تهامة عسير وأقوم بزيارة مدينة أبها بين الفينة والفينة ولقد سرني جدا ما لمسته من اهتمام وتطوير للميادين العامة وما أشاهده من أشكال جمالية تنم عن حس فني رفيع جعل من أبها مدينة سياحية مشهورة بجمال طبيعتها وشوارعها التي تبدو للزائر وكأنه يشاهد لوحة مرسومة بريشة فنان متمكن . وتحدث لنا المواطن سعيد حسن عقران : معلم رياضيات ومن أبناء المنطقة فقال: مدينة أبها مدينة سياحية حباها الله بجمال الطبيعة واعتدال المناخ اغلب فترات العام ولذلك فهي مقصد السياح من أبناء المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ولقد شاهدت منذ زمن اهتمام الأمانة بعملية التزين والتغيير المستمر للأرصفة والشوارع وإضافة المجسمات الجمالية في الميادين العامة، وفي حقيقة الأمر إن ذلك أضفى على المدينة جمالا آخر إضافة للجمال الرباني البديع الذي تحظى به المنطقة بشكل عام . كذلك تحدث لنا احد أبناء المنطقة عامر شيبان فقال : لاشك أن الجهود الحثيثة التي تبذلها الأمانة وكافة الإدارات الحكومية الأخرى للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة والتزيين والتجميل للشوارع لهو محل تقدير الجميع ولقد أعجبت جدا بما تم واسأل الله جل وعلى أن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والرخاء والاستقرار في ظل هذه القيادة الراشدة التي تحرص على المواطن وعلى الرقي بكل ما من شانه أن يحقق لأبناء الوطن العزيز رفاهية العيش الرغيد . ختاما لذلك كله نقول إن تلك المشاريع والإضافات الجمالية لمدينة تعانق الضباب إنما هي تأتي في المقام الأول من خلال حرص المسئولين بالمنطقة وعلى رأسهم أميرها الشاب المبدع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز والذي يحرص اشد الحرص على الرقي بمستوى الخدمات المقدمة في المنطقة لأبناء المنطقة خصوصا وللقادمين إليها بشكل عام كما وانه يتابع كل مشاريع الخير والنماء من البرامج والمناشط السياحية المتعددة التي تشتهر بها منطقة عسير ويحرص سموه الكريم على اظهار أبها وإبرازها كلوحة فنية غناء تنافس بجمالها كبيريات المدن السياحية في وطننا الغالي وفي بقاع العالم لتكون بذلك السياحة مصدر دخل لأبناء المنطقة ولنفعل أيضا السياحة الداخلية التي تعد رافدا اقتصاديا مهما يجب ألا يغفل أبناء الوطن الحبيب عنه وعن دعمه المستمر . المجسم الجمالي في الممشى