من خلال حوارات كثيرة مرت خلال المرحلة السابقة ، سواء من خلال المناسبات أو لقاءات وغيرها من الوسائل ، ولكن ما لاحظته من أغلب المتصلين أو السائلين مباشرة ، أن بمجملهم قد فقدوا رؤوس أموالهم منهم ومن وصل 50% أو 70% أو 90% ، والصفة الموحدة الغالبة عليهم أنه سوق " خسائر " وأن السوق غير منضبط أو مراقب وكم هائل من السلبيات لا يتوقف ، وأهم عبارة تُكرر لدي أن السوق لا " يخضع " للتحليل ، وأنه سوق عشوائي بلا معنى أو قيمة أو وزن لأي تحليل ، إذ هو سوق سلبي وخسائر " وأكل " روؤس أموال المتعاملين ، وأن أموالهم قد " سلبت أو أي عبارة يمكن أن تقال " هذه وجهة نظر تُكرر لدي وأسمعها بلا توقف . لكن حين أسأل البعض منهم لأنني أسمع كثيرا ، كيف دخلت السوق في الأساس ؟ تكون الإجابة لمعظمهم أن الجميع يربح وأريد الربح مثلهم ، بمعنى لا يخضع لأي عملية تحليل لا فني أو مالي ( نسيت أنه لا يعترف بها أساسا ) ، والسؤال الآخر كيف وفرت رأس مالك للتداول وللبيع والشراء ؟ تكون الإجابة إما رواتب تم جمعها أو قروض أو بيع أصول له ، أي أموال يجب أن يكون حذرا جدا بالتعامل بها ومفصلية له خاصة أنها بمجملها متوسط رؤوس الأموال ، والبعض لجأ للتسهيلات رغم توفر لدية رؤوس أموال جيدة تفوق 10 ملايين أو 50 مليونا ولكن أصر على تسهيلات بنكية وهو غير المدرك لا للتحليل المالي ولا الفني . والسؤال الآخر كيف تحصل على المعلومات بيع وشراء ؟ وكانت الإجابة " توصيات " و " منتديات " وغيرها . بمعنى أنه " تابع " ولا يخضع أي شيء لأي قراءة أو تحليل . وسؤال آخر هل تعترف أو تقر بمبدأ وقف الخسارة فيما لو خسرت ؟ الغالبية وقد تفوق 90% لا يقر بذلك بل يصمد ويصبر حتى يخسر 70% ثم يفكر بالبيع ويبيع مع التراجع لا الارتفاعات ، والأساس أن وقف الخسارة يجب أن يكون بعد نسبة خسارة 3 – 5% لا أكثر . وسؤال آخر هل أنت تستثمر أو تضارب بالسوق ؟ والإجابة المباشرة كلهم مضاربون لم أشهد أحدا يحتفظ بسهم لمدة سنة كاستثمار بل يحتفظ بها سنوات بسبب خسارة ومعلق سعريا ولا يعرف أو يدرك كيف يكون المخرج ؟ هل يغير موقعه من سهم لسهم ، هل يبيع نصف أسهمه ويعود للسوق ويقتنص الفرص عشرات الوسائل لتعويض الخسارة ولكن لا يتحرك لأنه لا يدرك أين يتجه فلا هو متمكن من علم " المضاربة " أو " الاستثمار " ، والاستثمار البعض يرى أنه الشراء بأي سعر ؟؟!! فهو يشتري سهم " ممتاز " بأي سعر ويعتقد أنه استثمار بدون خضوع لأي تحليلات وقراءة ، عالم كبير يستحق " كتابا " يروى عنه ، وحتى ان المحللين يلام بتحليلهم رغم أنهم محللون بدون معرفة " أي " قرار فجائي قد يصدر يغير المسار كاملا ويقلب الموازين كما حدث كثيرا وأهمها قرار " 5% " نسبة تذبذب التي سبقت انهيار فبراير 2006 ، أو قرار إجبار الشركات على تصفية محافظها وغيرها . الجانب الآخر يجب أن ندرك أن هناك رابحين وهناك من حقق ثروات كبيرة وقد يكونون قلة ، وكبار رجال الأعمال والصناديق يمرضون ولكن لا يموتون في السوق ومن نجا من تسهيلات ويملك المعرفة والخبرة والتجربة والاستراتيجية سيعود من جديد وقد تعلم أكثر ، قبل أن تخوض السباحة تعلم السباحة بكل بساطة ، وقبل أن تغوص في أعماق المياة يجب أن تتعلم كم هو العمق المتوقع .