في الأسبوع الماضي تحدثت عن خطورة تسريب المعلومات المتعلقة باللاعبين الخاضعين لفحص المنشطات، بعد قضية لاعب وسط الوحدة علاء الكويكبي، وقبل أيام تناقلت الصحف نبأ اكتشاف اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات لمادة منشطة أخذها محترف النصر المصري حسام غالي، عقب مباراة فريقه أمام الهلال في كأس ولي العهد يوم 10 فبراير الماضي، وذاع الخبر قبل أن يصل اللاعب المعني، ولا إلى ناديه الذي وصله خطاب متأخر بذلك!!. وأؤكد من جديد أن ما يحدث لا يخدم الرياضة ولا اللاعبين في السعودية، ويحدث فوضى، ويثير إشاعات يتضرر منها كثيرون، كما يسيء للعمل الهادف للقضاء على المنشطات في ملاعبنا حفاظا على صحة الرياضيين، وترسيخا لمبدأ التنافس الشريف العادل. تسريب المعلومات أدى مع حسام غالي لإثارته أكثر حدة؛ ما كان لها أن تصل لهذه الدرجة؛ خصوصا في الفضائيات المصرية فيما لو ظلت المعلومات مقتصرة على اللجنة واللاعب حتى الانتهاء من فحص العينة الثانية حين يطلبها رسميا، وظهور نتيجتها النهائية، واللجنة أخطأت في عدم تضمين الخطاب نوعية المادة المنشطة المكتشفة، وهو ما يخالف اللائحة. والمؤسف أن الأمر تطور سلبا مع تصريحات رئيس اتحاد الكرة المصري سمير زاهر، الذي وصف الخبر المتعلق بحسام غالي بأن هدفه التشويش على إنجاز منتخب مصر بحصوله على كأس الأمم الإفريقية، وهو الذي يقف على هرم اتحاد بلاده، والمعني بمحاربة المنشطات، وتأييد ما يخرج عن اللجان المختصة بذلك، ويدرك أن أنظمة المنشطات المحظورة رياضيا اعتمدت من جميع الاتحادات الدولية، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من قوانين الألعاب الرياضية، ولو اكتفى بثقته باللاعب، وأن فحص العينة الثانية سيثبت براءته لكان أفضل، ثم إن ثبوت ذلك وهو ما لا نتمناه لا يخدش أبدا من المنجز العربي المصري المستحق، فهم ملوك إفريقيا. أقرأ من بيان الرئاسة العامة لرعاية الشباب الأربعاء الماضي مساعي للدفاع عن اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات، ومحاولات تبرئتها من مسؤولية تسريب المعلومات، وإلقاء اللائمة على الصحفيين، والسعي إلى تكميم أفواههم أمر غير مقبول، وليس من حق رعاية الشباب حرمانهم من نشر أخبار تؤكدها اللجنة ذاتها بعد ساعات، ومن غير المنطق مصادرة آرائهم في هذا الجانب، وطالما صدقت الأنباء المسربة حول الكويكبي ثم غالي؛ فإن ما يثار عن قرب إعلان 18 حالة أخرى طامة كبرى تثير عدة تساؤلات ليست في مصلحة اللجنة،ثم إنهم يطالبوننا بقراءة اللوائح وهم من ضربوا ب «أهمية الحفاظ على هوية الرياضيين طوال فترة إدارة النتائج» التي تنص عليها اللائحة!! إننا نشد على عضد العاملين في اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات؛ لإدراكنا بأهمية وجودها في رياضاتنا، وأملنا بالتطبيق المحكم للوائح الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) كبير، بالاستفادة من أخطاء الماضي سعيا وراء رياضة نظيفة.