قصة قديمة قرأتها لا أتذكر أين تحكي حال شاب انبهر حين رأى صورة والده المتوفى على شيء يبيعه أحد التجار فسأل عن كنهه فأوضح التاجر أنها مرآة لكنّهُ ألح على شرائها وخبأها في صندوقه وفي الأيام التالية بدأ يتوارى فيصعد إلى السقيفة ويُخرج المرآة لتأمل الصورة الجليلة التي يظن أنها لوالده وسرعان ما لاحظت زوجته تصرفاته الغريبة وذات يوم وبعد أن صعد إلى السقيفة لحقت بهِ ورأته يُخرج شيئاً غريباً ثم ينظر فيه طويلاً باستمتاع غريب انتظرت حتى نزل وفتحت الصندوق فاكتشفت الشيء ونظرت فرأت (امرأة) فثار غضبها ونزلت واشتبكت مع زوجها في شجار وتصعّد الموقف عندما ظهرت راهبة على باب المنزل فطلب الزوجان منها أن تحكم بينهما فصعدت الراهبة إلى السقيفة وعادت قائلة : " إنها مجرّد راهبة " ..! قد يكون في الحكاية مبالغة لكنها ذات دلالات ومعان كثيرة يكفي أحد الدلالات أن الشك يؤدي للوقوع في ورطات وخيبات و بالتالي إلى فقدان الثقة حينها لا ينفع (الترقيع) مناسبة الحكاية أعلاه الخبر الذي نشرته هذه الجريدة بتاريخ 6 مارس 2010م كتبهُ الزميل راشد السكران حول تدخّل وزارة التربية والتعليم في إيقاف مهزلة لا يمكن تصديقها ولا في الخيال وهي قيام بعض مديرات مدارس البنات بنزع المرايا أو طمسها من أجل حرمان الطالبات من الوقوف أمامها لتعديل هيئتهن عقب استخدام دورات المياه ..! لا يتوقف العجب المُذهل هُنا بل وصل التطرّف البغيض ببعض المديرات إلى طمس الصفيح النيكل المثبت في أسطح برّادات المياه حتى لا تستخدمها الطالبات كمرايا ..!!! يا للهول ..! إذا تعرف تلك المديرات وأكيد أنهن يعرفن قانون ( لكل فعل ردّة فعل) فلماذا إذاً هذا القمع ومن أجل ماذا ؟؟ وإذا لا يعرفن فتلك مصيبة وزارة التربية والتعليم ومصابنا كمجتمع فكيف بالله أصبحن مديرات لمدارس ثانوية ؟؟ أقول لبناتنا ما أروع صبركن فلكن التحية والإعجاب سرن فلابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر على قول الشابي. ولوطني أقول : لك الله فكم فيك من الأعاجيب.