شاعر المليون برنامج جماهيري نقف معه في جوانب كثيرة، وان كان هناك نقد فهو بهدف التحسين والبناء وليس الهدم، والملاحظ في نسخته الرابعة انه بدأت تظهر نغمة جديدة هي أن الشعراء الثمانية والأربعين الذين وقع عليهم الاختيار هم (صفوة الصفوة) من الشعراء!! ولكن هل من المقبول أن يكون الصفوة هم من ينعتون على الملأ برداءة المستوى وكسر الوزن؟!!أم أصبحت الألقاب توزع كيفما اتفق؟! و من خلال المتابعة في مرحلة الثمانية والأربعين ومرحلة الأربعة والعشرين الحالية أنها لا تكاد تخلو حلقة من كسر أحد الشعراء للوزن، وإن كانت اللجنة الموقرة في البداية حاولت التغاضي عن بعض الكسر!! ولكن استديو (التحليل)لم يعرف ان يجامل، وعندما أحست اللجنة أن من في الاستديو لن يسكتوا عن هكذا تجاوز وانه سيعتبر انتقاصاً لمقدرتهم النقدية عند ذلك شحذوا خناجرهم لكل هنة مهما صغرت ،حتى وان كان ما ألقاه الشاعر لم يقدم للتحكيم!!في تراجع غير معلن عن مقولة(صفوة الصفوة)،فأصبحت (هناك كسر في البيت)نغمة متكررة في كل حلقة!! وان كان هناك جانب آخر تحدث عنه أحد أعضاء اللجنة على استحياء، وهو انه في هذه المرحلة لم يقدم فيها شعر !!وإنما ركز الشعراء في قصائدهم على غرض واحد و مكرور!! وهي الحقيقة وان اختلفت زوايا التناول فالقصائد أغلبيتها تنضوي تحت قصائد تفخيم الذات حيث يصور الشاعر نفسه وكأنه داخل إلى ساحة حرب يمتطي حصانا وبيده سيفا يلوح به في وجه الجميع شعراء ولجنة وجمهور ، وسيسحق تحت حوافر حصانه (الورقي) من سيعترضه منهم في سبيل الفوز بالبيرق!! ألا تستطيع اللجنة الموقرة أن تضع آلية محدده تحجم فيها من تزايد هذه العنتريات وتمنع مستقبلا تناول الشعراء هكذا غرض؟ وأبسط طريقة أن تحدد غرضين أو ثلاثة في كل مرحلة يخير بينها الشعراء ليضمنوا عدم الانزلاق في هكذا شعر. ومن ناحية تدني مستويات الشعراء بعيداً عن تهمة الخلل في معايير الفحص والانتقاء.. فلو كان شاعر المليون برنامجاً صانعاً للشعراء فقد يجدون فيه عذراً على أن يقدموا للمتسابقين دروساً في الشعر والحضور المسرحي والإلقاء وأن يتركوا على الأقل أثراً في تحسين مستوى المتسابقين كما تفعل بعض البرامج كأستار أكاديمي وغيره، فإن لها ميزة في التعليم وتنمية المهارة وصقلها وهذه لم نجدها في برنامج شاعر المليون. فبرنامج شاعر المليون لا يصنع شاعرا تأهل من خلال نص واحد ألقي خلال خمس دقائق!! وهذا النص عندما كتبه الشاعر لم يكن للبرنامج دور في تحسين أدوات الشاعر في كتابة النص وإنما دورهم في تقييمه فقط. وطالما أكاديمية الشعر تعقد دورات في هذا الشأن فاقترح على القائمين على البرنامج أن يلزموا من وقع عليه الاختيار في النسخ القادمة بأخذ دورة تنشيطية مركزة لمدة أسبوعين على الأقل لمراجعة وتحسين أدوات الكتابة لدى الشعراء وحتى نقول فعلا البرنامج خرج شعراء لا يكسرون ويقدمون شعراً راقياً.. أما استديو التحليل فلا اعلم ما الهدف منه طالما هناك لجنة تقوم بتقييم النصوص الملقاة وتنقدها وما تضعه من درجات للشاعر فهي المعتمدة!! فإذا كان هذا الأسلوب رقابي على معايير اللجنة وبالتالي الهدف هو معرفة مدى توافق المعايير بين الطرفين ؟ فأرى أنها خطوة جميلة ولكن يجب أن يمنح ضيوف الاستديو جزءاً من درجة التقييم بعيداً عن مناقشة الشاعر وحتى نشعرهم بالمسئولية ويكون لتقييمهم معنى وكذلك من الأفضل التنويع في مستويات الضيوف والتغيير من حلقة لأخرى، وأن يكون الاختيار بعيداً عن المجاملة.