وعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين بمبادرات قريبة لتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، من دون ان يتبنى دعوة وزير خارجيته برنار كوشنير الى الاعتراف بدولة فلسطينية حتى قبل التوصل الى اتفاق على حدودها مع اسرائيل. وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قصر الاليزيه "يجب بذل كل الجهود لاستئناف المباحثات"، محذرا من انه "اذا لم تكن هناك محادثات، مع مؤتمر او بدونه، فاننا نجازف، واريد ان اقول للمجتمع الدولي، (بمواجهة) انتفاضة ثالثة". واكد ساركوزي انه اتفق مع عباس على "مبادرات" لم يشأ الكشف عن تفاصيلها. الا ان الرئيس الفرنسي احجم عن تقديم اي دعم مباشر لوزير خارجيته برنار كوشنير الذي طرح السبت باسمه الشخصي فكرة قيام المجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطينية قبل الاتفاق مع اسرائيل على حدودها. وقال ساركوزي ان برنار كوشنير "طرح عددا من الاحتمالات البديلة في حال لم نتمكن من تحريك الامور". وشدد على ان "ما نريده، هو دولة فعلية (...) دولة تكون قابلة للحياة، حديثة، وديموقراطية" مؤكدا ان فرنسا "ملتزمة بدعم قيام دولة فلسطينية بقدر التزامها بضمان امن اسرائيل". وردا مع ذلك على سؤال بشأن احتمال اعلان الفلسطينيين قيام دولتهم من جانب واحد، قال الرئيس الفرنسي "سنرى في هذا الوقت (...) ما الذي يمكن ان نفعله". من جانبه اشاد عباس بأداء رئيس وزرائه سلام فياض الذي قام بتحديث الادارة في الضفة الغربية مع جذب المستثمرين الخاصين عاملا على ارساء قواعد دولة فلسطينية قابلة للحياة عام 2011. وقال الرئيس الفلسطيني "إننا ننشر ثقافة السلام بدلا من ثقافة العنف في الأرض الفلسطينية، وعلى إسرائيل أن تتقبل الأفكار الدولية وتعود إلى ما اتفقنا عليه، لنأتي إلى حل عادل وسريع، هو حل الدولتين". واشاد عباس بشكل حار بالرئيس الفرنسي. وقال "لو أن كل زعماء العالم لديهم الوضوح في الافكار التي لدى الرئيس الفرنسي حول الحل السياسي لحلت القضية منذ زمن بعيد". واعتبر ساركوزي ان الوضع الحالي "غير مفهوم وغير مقبول لا سيما وان الكل يدرك شروط التوصل الى اتفاق سلام نهائي". موضحا ان هذه الشروط هي "دولتان، القدس عاصمة للدولتين، دولة فلسطينية في حدود 1967، تبادل للاراضي، مباحثات بشأن اللاجئين". وفي مقال نشرته الاثنين صحيفة "لوموند" اقترح برنار كوشنير ونظيره الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس ان يعرض الاتحاد الاوروبي "جدولا زمنيا لمفاوضات" بعد المباحثات القريبة التي اقترحتها واشنطن والتي اعتبرا انها "ضرورية اليوم لكنها غير كافية". ويشمل هذا الجدول الزمني مجمل قضايا الوضع النهائي (الامن، الحدود، المياه، اللاجئون، القدس). كما اقترحا ان يستضيف الاتحاد الاوروبي "مؤتمر قمة من اجل السلام لتأكيد وتأطير هذه الديناميكية، وتشجيع استئناف الاتصالات من اجل التوصل الى سلام نهائي بين سوريا ولبنان واسرائيل". وقالا "لم يعد هناك وقت نضيعه (...) يجب على اوروبا ان تفتح الطريق وان تتولى الآن مسؤولياتها". وقد أدان الرئيسان الفلسطيني والفرنسي عملية اغتيال محمود المبحوح احد قياديي حركة حماس الشهر الماضي في دبي. وقالا إنهما يثقان بالقضاء الإماراتي ليكشف عن الملابسات التي أحاطت باغتياله. وقال الرئيس ساركوزي إنه أعرب بدون تحفظ لوزير الخارجية الإماراتي على إدانته لهذه العملية مضيفا أن فرنسا " تدين كل عمليات الاغتيال وأن لاشيء يبرر " اللجوء إلى مثل هذا السلوك. ومن المنتظر أن يزور محمود عباس غدا بروكسيل مقر المفوضية الأوروبية لطلب مزيد من الدعم لحقوق الشعب الفلسطيني .