أكد خبراء اقتصاديون أن إعلان المملكة عن إطلاقها لمنتج نفطي يحمل اسم البترول النظيف يأتي مواكبا للمخاوف العالمية من أزمة التلوث المناخي وليعزز من قدرة المملكة على مواجهة المتغيرات العالمية وعزمها على تنفيذ العديد من المشاريع لخفض الانبعاث الحراري والمحافظة على البيئة وإدخالها تقنيات جديدة تقضي بسحب وتخزين الكربون مما يؤدي إلى توفير النفط بشكل نظيف غير ضار بالبيئة وقالوا في حديثهم ل "الرياض" إن المملكة لديها المقومات والإمكانيات لأن تكون أكبر مصدر للطاقة الشمسية في العالم ولتكون المصدر الأول والأساسي في تصدير الطاقة المتجددة وقال الخبير الاقتصادي الدكتور فهد بن جمعه إن توجه المملكة لإنتاج الوقود النظيف هو خيار استراتيجي مع ضرورة التركيز على الطاقة الشمسية لرخص تكلفتها مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى داعيا إلى طرح استراتيجية واضحة للاستثمار في الطاقة البديلة سواء بالتوجه للاستثمار بالطاقة الشمسية أو بالاستثمار بمجال الطاقة النووية السلمية أو بهما معا مشيرا إلى أن المعطيات تشير إلى أن المجتمع العالمي سيزيد من استخداماته للمركبات والسيارات التي تعمل بالطاقتين الشمسية والكهربائية وذلك في حلول عام 2050م في ضل انخفاض المعروض من النفط واستدامة وقود الطاقة والكهرباء، حيث إن نمو الطاقة البديلة في أمريكا تبلغ ثلاثة في المائة سنويا ذكر الدكتور فهد بن جمعه أن الحكومة الامريكية ألزمت شركات السيارات المصنعة بالتوجه لإنتاج السيارات البديلة المعتمدة في وقودها على الكهرباء مضيفا بان ارتفاع أسعار النفط خلال السنوات المقبلة لما يقارب 200 دولار للبرميل يشجع على استخدام بدائل النفط بشكل فعال وستصبح مجدية اقتصاديا خلال العشرين عاما المقبلة وهو ما يؤكده الخبراء والمختصون بسبب وصول أسعار النفط لذروتها في الإنتاج وفق توقعات وكالة الطاقة العالمية حيث سيصل الطلب العالمي لأكثر من مائة مليون برميل يوميا حيث انه حاليا يصل الطلب اليومي إلى ستة وثمانين مليون برميل لافتا إلى عدم جدوى الاستثمار المباشر بالغاز الطبيعي والمرتبط بإنتاج النفط بسبب أن الغاز مورد غير متجدد وفي نفس السياق قال الخبير الاقتصادي الدكتور علي الدقاق إن توجه المملكة لإطلاق منتج البترول النظيف يأتي بعد المخاوف العالمية الاخيرة بشأن قضية تغير المناخ والاتهامات الموجهة لمنتجات الوقود الاحفوري بالتلوث البيئي حيث إن الجهود حاليا مبذولة لتسييل الفحم عن طريق التقنية ومن ثم تحويله لمنتج غازي وبالتالي يكون الفحم احد المنتجات النظيفة وتابع بان توجه المملكة لإنتاج البترول النظيف سيكون من النفط المكرر وسيتم إدخال التقنية في إنتاجه من اجل تطوير تقنيات الطاقة البديلة وذكر الدكتور الدقاق إن المملكة لديها الإمكانيات والمقومات لتكون اكبر دولة مصدرة للطاقة الشمسية في العالم حيث إن التوجه العالمي يتجه لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقه كهربائية وأضاف أن ابرز مزايا التوجه لمنتجات البترول النظيف هو تنويع مصادر الدخل للمملكة وتابع بأنه في حالة توجه المملكة مستقبلا بإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية أو من الطاقة الشمسية وقامت بتصدير النفط عن طريق استثماره بالبتروكيماويات فإن ذلك سيضيف للتصدير الخارجي قيمة مضافة ولحققت المملكة بذلك خطوات كبيرة بدعم الاقتصاد الوطني مبينا أن المملكة تستحوذ على أحد عشر بالمائة من الطلب العالمي للبتروكيماويات وأكمل بأنه لو تم توجيه النفط لاستثماره بقطاع البتروكيماويات لارتفعت النسبة إلى خمسة عشر بالمائة وأضاف أن القائد القادم للاقتصاد السعودي هو القطاع الصناعي وذلك بإجماع الخبراء والمحللين ولفت إلى أن اتجاه المملكة للاستثمار في البترول النظيف يمنحها خيارات أفضل للاستثمار في مصافٍ جديدة وفي نفس الوقت الاستثمار في توجيه النفط الخام واستثماره في صناعات البتروكيماويات وهو ما يعزز من دخول شركات سعودية جديدة في مجال البتروكيماويات والسيطرة النسبية على سوق البتروكيماويات العالمي وبالتالي انعكاس ذلك على الاقتصاد السعودي.