قال مسؤولون أميركيون وباكستانيون إن اعتقال زعماء أفغان من حركة "طالبان" في باكستان هو ثمرة لضغط استمر شهوراً من قبل الإدارة الأميركية على القوى الأمنية الباكستانية للوقوف إلى جانب الولاياتالمتحدة في حربها على أفغانستان، وبالتالي هو ثمرة تعاون جديد رفيع المستوى بين استخبارات البلدين. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن المسؤولين أن التعاون الرفيع المستوى الجديد الذي تضمن سماح باكستان الشهر الفائت لمسؤولي المخابرات الأميركية بوضع أشخاص وتقنيات على أراضيها، أدى إلى اعتقال السلطات الباكستانية مؤخراً لقادة كبار أفغان من حركة "طالبان". ونقلت عن مسؤول باكستاني قوله إن "الاستخبارات الباكستانية ووكالة الاستخبارات الأميركية تعملان معاً"، لاعتقال زعماء طالبان. وقال مسؤولون أميركيون رفضوا الكشف عن هويتهم إن عمليات الاعتقال التي جرت، بقيت سرية في بداية الأمر من أجل السماح للعاملين الاستخباراتيين باستخدام المعلومات التي جمعوها من المعتقلين في تحديد مكان وتحركات مسلحين آخرين. وذكرت الصحيفة أن الاتفاق النهائي على عملية اعتقال القائد الثاني في حركة طالبان الملا عبدالغني بارادار التي جرت مؤخراً بكراتشي جنوبباكستان، تم الأسبوع في الأخير من كانون يناير. ونقلت عن مسؤولين في البلدين أن القرار الباكستاني بملاحقة زعماء حركة طالبان أفغانستان تعكس تحولاً تاماً منذ الخريف الفائت، واصفين رسالة بعثها الرئيس الأميركي باراك أوباما لنظيره الباكستاني آصف علي زرداري في نوفمبر الفائت بنقطة التحول. وعرض أوباما في رسالته التي بعثها مع مستشار الأمن القومي جيمس جونز، تقديم مساعدة عسكرية واقتصادية ضافية، والمساعدة على إزالة التوترات مع الهند. وتضمنت الرسالة تحذيراً غير معهود بأن استخدام باكستان لمجموعات المسلحين من أجل تحقيق أهداف لسياستها لن تحتمل بعد اليوم. ولفت المسؤولون أيضاً إلى الزيارات الدورية لمسؤولين اميركيين إلى باكستان، من أجل تعزيز التعاون الاستخباراتي والتأكيد على أن أي تصعيد عسكري في جنوبأفغانستان لن يتسرّب إلى باكستان. وأوضح المسؤولون ان الملا عبدالسلام، القائد الطالباني في قندز اعتقل في مدينة فيصل آباد الباكستانية، فيما اعتقل الملا مير محمد وهو القائد الطالباني في إقليم باغلان، في مدينة باكستانية أخرى لم يكشف اسمها.