سورة براءة: 1 «وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين...»(3) جملة إن الله بريء صفة لأذان. 2 «كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله..»(7) كيف حال من عهد، كان صفة له فلما تقدم عليه صار حالاً وفقاً للقاعدة التي تقرر أن نعت النكرة إذا تقدم عليها صار حالاً. 3 «كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون»(8) الإل هو العهد، وقال بعضهم أنه القرابة واستشهد بقول الشاعر: لعمرك إن إلك من قريش كإل السقب من رأل النعام والبيت لحسان بن ثابت السقب حوار الناقة أي ولدها، وفي المثل: كم ناقة شربت من جلد حوارها، والرأل ولد النعام كيف: هنا أضمر أي كيف لا تقتلونهم والله أعلم، والمعنى كيف يكون لهم عهد ثم حذف، كما قال: وخبر تماني إنما الموت بالقرى فكيف وهذا هضبة وكثيب والتقدير كيف مات أخي في هذا الموضع، ولهذا البيت رواية أخرى: لعمر أبي إن البعيد الذي مضى وإن الذي يأتي غداً لقريب وخبر تماني إنما الموت بالقرى فكيف وهانا هضبة وقليب والبيتان لكعب الغنوي في رثاء أخيه.. وكيف حال، وجملة بأفواههم مسوقة لتبيين حالهم وهو اختلاف ظاهرهم عن باطنهم. 4 «اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً..(9) جملة مسوقة لتبيين أنهم استبدلوا بآيات الله قليلاً. يعني اليهود باعوا حجج الله عز وجل. 5 «لا يرقبون في الله إلاً ولا ذمة..»(10). 6 «لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة وأولئك هم المعتدون»(10) ليس هذا تكريراً للأول ولكن الأول لجميع المشركين، والثاني لليهود خاصة الذين قال الله عنهم «اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً». 7 أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله..»(19) التقدير: أجعلتم سقاية الحاج، ومن قبيله «وأسأل القرية» وجملة لا يستوون عند الله مستأنفة لتبيين أن الفريقين لا يستويان، أي إبطال المساواة. 8 «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم»(21) يبشرهم جملة مسوقة لتبيين جزاء المؤمنين. 9 «يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون»(32) يريدون: الجملة حالية لتبيين حالهم. 9 «يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون(35) هذا ما كنزتم الجملة مسوقة لتبيين ما يقال لهم. 10 «إنما النسيىء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرّم الله فيحلوا ماحرم الله زين لهم سوء أعمالهم..»(37) النسيئ: تأخير حرمة الشهر إلى شهر آخر، وجملة يحلون حالية لتبيين ضلالهم، وجملة زين لهم سوء أعمالهم جملة استئنافية حالية. 11 «لو كان عرضاً قريباً وسفراً قاصداً لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون»(42) الشقة هي السفر ويهلكون فعل وفاعل وجملة يهلكون حالية، ويجوز أن تكون بدلاً من سيحلفون. 12 «عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين»(43) عفا الله عنك الجملة دعائية لتبيين معاتبة الرسول، وقد قدمها رأفة به على أذنت لهم. 13 «لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم..»(47) جملة يبغونكم الفتنة حالية تقديرها باغون لكم الفتنة. 14 «قل أنفقوا طوعاً أو كرهاً لن يتقبل منكم..»(53). طوعاً أو كرهاً مصدر في موضع الحال ولفظ أنفقوا لفظ أمر ومعناه الشرط والمجازاة، وهذا من قبيل ما قاله الشاعر: أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة لدينا ولا مقلية أن تقلت والمعنى إن اسأت أو أحسنت فنحن على العهد. 15 «إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم»(60). فريضة مفعول مطلق لفعل محذوف، أي فرض ذلك فرضاً. 16 «ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم..»(61) معنى أذن لقب أطلقه المنافقون على الرسول قائلين انه يسمع كل ما يقال له، وجملة يؤمن بالله تبيينية لكون أذن خير لهم. 17 «وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم..»(68). جملة خالدين فيها هي حسبهم: حالية. 18 يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم»..(74) يحلفون بالله جملة مستأنفة لتبين ما صدر عنهم. 19 «فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله...»(81) خلاف رسول الله مفعول لأجله ويجوز أن يكون حالاً أو مصدراً، وهذا مثل على الخلاف الذي يحدث بين النحاة، والأرجح عندي أنه مفعول لأجله. 20 «فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً جزاء بما كانوا يكسبون»(82). قليلاً وكثيراً نصباً على أنهما نعت لمصدر، وبعض النحاة وهم تطرقوا في ذلك يقولون انهما ظرف زمان بمعنى وقتاً قليلاً ووقتاً كثيراً، جزاء مفعول لأجله ويجوز أن يكون مفعولاً مطلقاً لفعل محذوف. 21 «فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبداً ولن تقاتلوا معي عدواً إنكم رضيتم بالقعود أول مرة..»(83) أول مرة ظرف زمان وبعضهم قال إنها مصدر لمحذوف. 22 «أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم»(89) أعد الله جملة مستأنفة لتبيين مآلهم، وجملة ذلك الفوز العظيم جملة لوصف هذا المآل. 23 «ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم»(91). جملة ما على المحسنين من سبيل تؤكد جملة ولا على الذين لا يجدون ما ينفوقون أي الفقراء، بدليل أن الآية التي تليها أن السبيل على الأغنياء، والتأكيد ينتمي إلى التبيين. 24 «إنما السبيل على الذين يستأذنوك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون»(93) إنما السبيل، إنما كافة ومكفوفة عند النحويين أي لا تنصب الاسم وترفع الخبر، ولكنها تستخدم للمبالغة في التأكيد، وهم أغنياء: الواو واو الحال أي أن الجملة حالية، وجملة رضوا بأن يكونوا مع الخوالف جملة مستأنفة حالية لا تسبقها الواو لأن الجملة الحالية تنتمي إلى التبيين، والخوالف: النساء اللواتي يخلفن أزواجهن. 25 «يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم، قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم، قد نبأنا الله أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون»(94) جملة يسأذنونك مستأنفة لتبيين تخاذلهم وجبنهم، وجملة قد نبأنا الله أخباركم جملة تبرر وتفسر جملة لن نؤمن لكم، أي انها تنتمي إلى التبيين. 26 «سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس..»(95) جملة سيحلفون: السين للتأكيد مع الاستقبال، والجملة بدل من يعتذرون في الآية السابقة، ولتعرضوا عنهم اللام للتعليل، وجملة إنهم رجس لتعليل جملة أعرضوا عنهم، والتعليل ينتمي كما قلت غير مرة إلى التبيين وتسقط الواو قبله.