تسلم الرئيس السوداني عمر البشير رسالة مهمة من الرئيس الامريكي جورج بوش هنأ فيها الشعب السوداني والحكومة بأعياد الاستقلال ورأس السنة، ودعا بوش الى تركيز الجهود لاقرار السلام عبر المفاوضات الجارية في نيفاشا، وأكد ان التوصل لاتفاق سلام سيكون دافعاً لتقوية وتعزيز العلاقات الثنائية بين شعبي البلدين، وجدد الرئيس الأمريكي دعم بلاده والمجتمع الدولي لعملية السلام، وقال إن الشعب السوداني كله يعول على الجهود التي تبذلها الحكومة السودانية لتحقيق السلام الشامل والعادل.. واعتبر وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان رسالة بوش تعكس اهتمام واشنطن بتحقيق السلام وتطبيع العلاقات بين البلدين. وأكد الوزير السوداني ان المباحثات ستنتهي خلال 48 ساعة وقال في تصريحات صحافية ان هناك املا في أن تنتهي المباحثات قبل اليوم (الجمعة)، وأن الاتصالات بين الخرطوم ونيروبي مستمرة ومايزال الأمل معقودا في أن تنتهي هذه الجولة في موعد لها بتوقيع اتفاق السلام.. وحول التصريحات التي حددت العاشر من شهر يناير المقبل موعداً للاحتفال بالتوقيع بالقصر الرئاسي بنيروبي. قال الوزير إن هذه التصريحات تحليلات أكثر من كونها معلومات وقال إنه شخصيا لم يحصل على معلومة او مصدر يؤكد هذا الموعد المضروب في العاشر من يناير. وحول الفترة التمهيدية والمقدر لها ستة أشهر بعد توقيع اتفاق السلام مباشرة وما يتخذ فيها من اجراءات لتنزيل اتفاق السلام على ارض الواقع قال الوزير انه سيتم خلال هذه الفترة الاتفاق على تشكيل الحكومة الانتقالية وتسمية الوزراء وغيرهم حسب نص اتفاقية السلام كما سيم تشكيل البرلمان الذي سيكون بالتعيين حسب الاتفاق الذي نص على نسب معينة من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والقوى السياسية الاخرى. ومن على أرض واقع المفاوضات في نيفاشا قال نائب سفير السودان في نيروبي عضو وفد الحكومة المفاوض في تصريحات صحفية ان قطبي التفاوض (طه/ قرنق) سيحددان موعد توقيع الاتفاق وقال إن الزعيمين عقدا ثلاثة لقاءات ركزت حول آخر القضايا المتبقية وهي أمر تمويل قوات الحركة الشعبية، وأوضح ان الطرفين اتفقا على صيغة مرضية حول وضعية العاصمة والقوانين التي تحكمها، ولم يستبعد الدرديري محمد احمد نائب السفير عضو الوفد المفاوض ان يطرح الوسطاء صيغا توفيقية لايجاد حلول حول ما تبقى من قضايا، وكان الطرفان اتفقا على السلطات التشريعية والتنفيذية للحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب والسلطات المشتركة بينهما. وقرر الزعيمان عقب اجتماعهما الثاني اعادة صياغة بعض المواد في ملحق اتفاق وقف اطلاق النار وذلك قبل ايداع الاتفاق لدى سكرتارية الايقاد، كما اتفق الطرفان على تشكيل لجنة مشتركة لتقديم ميزانية انشاء الحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب، وكان النائب الأول التقى اعضاء وفده في اجتماعين منفصلين. وعلى صعيد أزمة دارفور والاعتداءات الأخيرة من قبل المتمردين على منطقة غبيش اعلن وزير الدولة بالداخلية احمد هارون في مؤتمر صحفي عن وضع ترتيبات لقطع الطريق امام المتمردين بدارفور من نقل الحرب الى ولايات كردفان وتحجيم نشاطها، وقال الوزير ان الهجوم على منطقة غبيش يأتي في محاولة يائسة من المتمردين بعد هزيمتهم الأخيرة من قبل القوات المسلحة في مهاجرية ولبدو لنقل الحرب الى ولايات كردفان حتى يكونوا خارج نطاق مراقبة القوات الافريقية، واتهم هارون حركة التحرير بالهجوم على غبيش، وقال نستبعد ضلوع اية جهة اخرى في الهجوم على منطقة غبيش ولا وجود لما يسمى بالحركة الوطنية للمهمشين بولايات كردفان. من جهتها قالت الأممالمتحدة انها أوقفت شحنات الغذاء إلى منطقة دارفور بغرب السودان بعد أعمال عنف قام بها المتمردون وردت عليها الحكومة.وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ان الهجمات التي شنها المتمردون يوم الاثنين على القوات الحكومية في بلدة غبيش بولاية غرب كردفان المتاخمة لدارفور جعلت المنطقة غير آمنة لقوافل المعونة. وأوقف البرنامج ثلاثة قوافل من الشاحنات تحمل كميات كبيرة من المعونات الغذائية قاطعاً بذلك المعونة عن نحو 260 ألف نسمة في دارفور التي تشهد ما تصفه الأممالمتحدة باسوأ أزمة انسانية في العالم. وقالت جماعة جديدة من متمردي دارفور تطلق على نفسها الحركة الوطنية السودانية للقضاء على التهميش انها قتلت 150 جندياً وشرطياً في هجوم الاثنين غير ان وكالة السودان الرسمية للأنباء قالت ان الرقم أقل من ذلك بكثير. ودعا برنامج الغذاء العالمي المتمردين إلى اعادة 13 شاحنة معونة سرقت مؤخراً ويخشى البرنامج من احتمال استخدامها في أغراض عسكرية. وقال يان برونك مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى السودان «سوء استخدام موارد المعونة الإنسانية على هذا النحو يجب ان يتوقف في الحال». وأضاف: على طرفي الصراع الوفاء بتعهداتهما بما في ذلك المسؤولية عن ضمان سلامة ورفاهية أهليهم وحصولهم دون أي عوائق على المعونة الإنسانية.